أضف الموضوع
طال الإنتظار *
الشاعر الشيخ عبدالأمير النصيراوي - 13/03/2009م - 2:56 ص | عدد القراء: 45574
هـاجَ بـيْ شوقٌ إليكِ كَربلاءْ
أنـتِ جـرحٌ نازفٌ في كلِّ حينْ مَـنْ بـكِ حـبـلٌ إلى اللهِ متينْ
يـا تُـراباً قدْ زَكى فيكِ وطَاب كـمْ عراكِ منْ مصابٍ وَمُصابْ
تَـعِـبَ الـقَلبُ وطالَ الاِنْتِظَار هـائِـمـاً يَهوي إلى ذاكَ المَزار
طـافَ فـكري وخياليْ للربوعْ مِـنْ لَظى الآلامِ أحنيتُ الضُلوعْ
هاجَرتْ روحيْ إلى تلكَ الرِّحَاب حـوَّمـتْ حولَ القبورِ والقبابْ
فـيـكِ عِـشْـنا بأمانٍ وسلاْم أبـعـدونا عنكِ في جُنْحِ الظَلامْ
طـالـتِ الأعوامُ ما زالَ الفراقْ كـمْ ظُـلـمـنا ودمٌ فينا يُراقْ
إنْ بـعُـدْنـا عنكِ في أجسامِنا سَـنَـعُـودُ وتَـعُـودُ أرْضُـنَا |
|
أنـتِ حـبِّي ولكِ الروحُ فداءْ
وحـنـينيْ لكِ يا أرضَ الحسينْ مَـنْ لَـقَـى اللهَ خَضِيباً بالدماءْ
وَسَـمـوتِ فيهِ قدْ عزَّ التُّرابْ كَـمْ أَقَـمْنا فيكِ يا أَرضُ عزاءْ
خـافِـقـاً يهفو إلى تِلْكَ الدِّيارْ يَـمْـسَحُ الجُرْحَ ويدعو للولاءْ
فـي بـكـاءٍ ونـشيجٍ ودُموعْ نـادبـاً مُـستنجداً أهلَ الوفاءْ
حَملَتْها الريحُ مِنْ فوقِ السحابْ تـسـألُ الـمَوْلى ابتهالاً ودُعاءْ
جَـارُنَـا وِتْـرٌ إمـامٌ وهُـمَامْ وبـنَـا يـا رَبـعُ قدْ حَلَّ البلاءْ
وَحـنـيـناً لكِ يا أرضَ العِراقْ خَـانـتْ الدُّنيا بنا والربُّ شاءْ
فـتـحـومُ حَـوْلَـكِ أَرْواحُنا رَغْـمَ كـلِّ الظُّلمِ رغمَ الأدْعياء |
ثمانية أبيات من الرمل **
(*) الأبيات لعبد الأمير بن نجم النصراوي (القرن 15) أنشأها متشوقاً لمدينة الإمام الحسين (ع) حيث مسقط رأس الشاعر.
(**) عبير الأبرار: 120.
(..) هاج: من هاج البحر إذا اضطرب.
(1) أنت: ضمير يعود إلى مدينة كربلاء المقدسة.
(2) سموت: من السمو بمعنى الرفعة.
(3) يهفو: يقال: هفا الطائر إذا خفق بجناحيه وطار.
(4) النشيج: تطلق على الباكي إذا غص بالبكاء من غير انتحاب فتقول: نشج فلان.
(5) حومت: أراد دارت حول القباب، والضمير يعود إلى الروح.
(6) الهمام: السيد الشجاع السخي، أراد به الإمام الحسين (ع).
(7) الحنين: بمعنى الشوق.
(8) الأدعياء: واحدها الدعي وهو المتهم في نسبه.
|