مَعَ الحُسَيْنِ فِي البُكَاءْ...نَبْكِي بِدَمْعٍ للسَّمَاءْ
صِرْنَا مَلائِكَ العَزَاءْ
يا علي .. يا علي
للهِ فِي الطُفُوفِ شَابْ...كالشَّمْسِ مِنْ دُونِ حِجَابْ
في بَيْتهِ عِلْمُ الكِتَابْ...أنْفَاسُهُ تَسْقِي السَّحَابْ
إنْ جَدَّ بِالحَرْبِ الحِرَابْ...لِسَيْفِهِ فَصْلُ الخِطَابْ
وَرِيثُ حُزْنٍ وَمُصَابْ...فِي عَيْنِهِ نَارٌ وَبَابْ
الفَاطِمِيُّ الثَّائِرُ...مَعَ الحُسَيْنِ سَائِرُ
للحَقِّ عُمْرًا نَاذِرُ
يَا عَلِي .. يا عَلِي
لا بَعْدَهُ لا قَبْلَهُ...يَحْوِي الجَمَالَ كُلَّهُ
اللهُ قَدْ أرْسَلَهُ...لِكَرْبَلَا سَيْفًا لَهُ
فَلَا الرَّدَى أَوْجَلَهُ...ولا الظَّمَا عَطَّلَهُ
رَأَى الأُلُوفَ حَوْلَهُ...صِفْرًا وَقَدْ قَلَّلَهُ
الهَاشِمِيُّ الأوَّلُ...قَالَ أَنَا .. فَلْتُقْبِلُوا
كَالعَاصِ حَالاً فَعَلُوا
يا علي .. يا علي
القَوْلُ قَوْلُ أَنْبِيَا...والفِعْلُ فِعْلُ أَوْصِيَا
فَهْوَ جَمِيعُ الأتْقِيَا...وَهْوَ جَمِيعُ الأوْفِيَا
مَنْ مِثْلُهُ وَهْوَ الحَيَا...وَهْوَ مُذِلُّ الأدْعِيَا
وَهْوَ سُلَيْمَانُ الضِّيَا...وآصِفُ بْنُ بَرْخِيَا
ذَا أحْمَدٌ إنْ تَسْألِ...لكنَّ إسْمَهُ عَلِي
كَمَا نَبِيٌّ وَوَلِي
يا عَلِي .. يا عَلِي
يا أكبرًا مَا أكْبَرَهْ...سُبْحَانَ رَبٍّ قَدَّرَهْ
بالطَّفِّ كَانَ السَّيْطَرَهْ...وَقَابَ قَوْسَيْ حَيْدَرَهْ
لمَّا غَزَا .. كاَلقَسْوَرَهْ...خَرُّوا بِصَوْتِ الزَّمْجَرَهْ
يَمِينُهُمْ للمَيْسَرَهْ...يَسَارُهُمْ لِلْمَقْبَرَهْ
هَذَا الفَتَى مِنْ لا فَتَى...هذَا سَلِيلُ هَلْ أَتَى
واللهُ فِينَا ثَبَّتَا
يا علي .. يا علي
صَيْدُ المُلُوكِ الثَّعْلُبَانْ...وَصَيْدُهُ أُسْدُ السِّنَانْ
لَمْ يَبْقَ لِلْجَيْشِ مَكَانْ...مَوْتٌ مِنَ الفُجَّارِ دَانْ
نَادَى بِصَوْتِ كَالأذَانْ...إذْ عَادَ مِنْ بَعْدِ الطِّعَانْ
إنَّ الظَمَا حَرْبٌ عَوَانْ...يَا وَالِدِي هَاتِ اللِّسَانْ
مَنْ بَكْرُ بَلْ مَنْ غَانِمُ ؟!...وَحْدِي حُسَامِي الحَاسِمُ
أَمَا دَعَتْ لِي فَاطِمُ ؟!
يا علي .. يا علي
تَعَانَقَا عِنْدَ الوَدَاعْ...نَبْكِيهِمَا دُونَ انْقِطَاعْ
ثُمَّ مَضَى حَيثُ السِّبَاعْ...قَتْلاهُ مِنْهُمْ فِي ارْتِفَاعْ
لاَ حَلَّ إلا بِالخِدَاعْ...مَنْ خَلْفِهِ قَدْ مُدَّ بَاعْ
خَرَّ وَلَمْ تَحْمِلْهُ قَاعْ...هاجَ العِدَى والمُهْرُ ضَاعْ
النَّجْمُ بالنَّجْمِ ارْتَمَى...والأرضُ لاذَتْ بِالسَّمَا
والصُّبْحُ أعْمَتْهُ الدِّمَا
يا علي .. يا علي
لَمَّا هَوَى واسْتَقْبَلُوهْ...مَا بَيْنَهُمْ قَدْ وَزَّعُوهْ
وبِالسُّيوفِ قَطَّعُوهْ...وبِالرَّمَاحِ مَزَّقُوهْ
وَبِالتُّرابِ قَلَّبُوهْ...وَبِالنِّبَالِ شَيَّعُوهْ
وَاوَلَدَا نَادَى أَبُوهْ...وأُمُّهُ صَاحَتْ دَعُوهْ
قالَتْ لَهُ والصَّبْرُ فَانْ...يَا وَلَدِي شَاءَ الزَّمَانْ
أَنَا وَأَنْتَ مَيِّتَانْ
يا علي .. يا علي
مَنْ ذَا يَلُومُ الوَالِدَين...إنْ ذَاقَ إِبْنٌ طَعْمَ بَيْن
لَيْلَى تَنَادِي أَيْنَ أَينْ ؟...يا وَلَدِي وَالبِرُّ دَيْن
بِطُولِهِ كَانَ الحُسَينْ...خَدًّا عَلَى خَدٍّ وَعَين
هَا أَنْتَ يَا ذَا الحُسْنَيَيْنْ...مُوَزَّعٌ بَالسَاحَتَينْ
حَيَّرْتَنِي بَيْنَ الجُمُوعْ...فَكَيْفَ لِي كَفُّ الدُّمُوعْ
وكيفَ لِي جَمْعُ الضُّلُوعْ
يا علي .. يا علي