دارٌ بــذي الأثــلِ عَـهـدناها … مــا أطـيـبَ الـعيشَ بـمغناها
فـاسـأل بـهـا أروى الـغـوادي حـيـاً … وروِّح الـقلب بـذكراها
دارٌ بـها كـانت لأهـل الـهوى … تـهدي بناتُ الشوقَ حوراها
نـاشـئـة ُ الــظـلِّ تُـربّـى بـهـا … عـواطِـفُ الـصـبوة ِ أبـنـاها
مــن كــلِّ عُــذري الـهـوى ، قـلـبهُ … يــرفُّ مـارفَّ عِـذاراها
آه لاحــشــاء عــلــى رامــــة … قـــد ذهــبـت إلا بـقـايـاها
رقَّـت إلى أن بين أيدي الجوى … تساقطت ضعفاً شظاياها
أيــام تـسـتقطر مــن لّـمـتي … مـاءَ الـصِبا الـغضِ عـذاراها
ووفـرتـي مـنـها بـأيـدي الـمـها … طـاقـة َ ريـحـانٍ تـهـاداها
يـــا حـبّـذا الـغـيدُ ودارٌ بـهـا … فــي ريِّــق الـعُـمر عـلـقناها
جـــرّت بــهـا ضـمـياء أردانَـهـا … فـأرَّجـت بـالـطيب أرجـاهـا
حـيثُ نـشاوى بـكؤوس الـهوى … أمـاتها الـشوقُ وأحـياها
وافـت وعـمر الـدهر فـي لـيلة ٍ … فـينا هـي العمرُ عددناها
رقّـت لـنا فـيها حـواشي الـدُجى … لـكن بـبرقٍ من ثناياها
ولائـــم، والـــراحُ مـــن خــدِّهـا … تُـديـرهُ لـلـسكر عـيـناها
قــال عـلـيكَ الــوزرُ فــي نـعتها … قـلتُ وخُـذ أنـتَ مُـهنّاها
لا ذمّ لــلـوردة عِـنـدي ســوى … عــادة دهــرٍ مــا تـعـدّاها
لـمـجُتنيها شـوُكها والـشذا … مـنها لـمن لـم يـدرِ مُـجناها
يــا دهــرُ مــا أطـربـها لـيلة ً … عـن غـفلة ٍ مـنك سـرقناها
فـيـهـا عـقـدنـا مـجـلـساً لـلـهـنا … لا لــكـؤوسٍ نـتـعاطاها
نـنـشـرُ لـلأَشـواق ديـبـاجة ً … مــن غــزلٍ رقّ، نـسـجناها
ونـسـمة ُ الأسـحـار قـد فـاكهت … بـطيب أنـفاس نـداماها
فــاردُد عـلـيها مــن أحـاديـثها … مــا نـقـلتهُ عــن خُـزاماها
وحـيِّـهـا نـاقـلـة ً قـــد روت … عــن خُـلُـق الـمـهديِّ ريّـاهـا
تُـسند مـا تـرويه عن عبقة ٍ … من شيبة الحمدِ انتشقناها
لـلـفـضل أربـــابٌ وكـــلٌّ لـــه … مــزيّـة ٌ يـسـمـو بـعـلـياها
والـفـضلُ كــلُّ الـفـضل فــي عـصرنا … لـجامعٍ كـلَّ مـزاياها
للخلف ابن الحسن القائم ال … مهديّ أتقى الخلق أهداها
يــا واحــدَ الـدهرِ بـلا مُـشبهٍ … تـركتَ كـلَّ الـناسِ أشـباها
عـلـمُك إلـهـامٌ وكــلُّ الــورى … كـسـبٌ ومـن بـيتكَ وافـاها
كــم لــكَ مــن عـارفـة ٍ حــرَّة ٍ … ألـسِـنَة ُ الـشـكرِ أرِقَّـاهـا
جـودُكَ طـوفانٌ وسـفن الـرجا … بـاسمك مَجراها ومَرساها
مـكـارمٌ مـسـموعُها فـي الـندى … أعـظمُ مـنهُ فـيهِ مـرآها
لـو قـيل لـلغيثِ انـتسب لـلورى … مـثلَك جـوداً مـا تـعدَّاها
لا شَـرِقَـت فــي دمِ أوداجـهـا … عـيـديّة ٌ حـنت لـمسعاها
وارتَـبـعت فــي كــلِّ مـطـلولة ٍ … خـمائل الـروضِ بـجرعاها
تَـخـضِمُ أمــا شِـيـحة ً أو إلــى … بَـشـامة ٍ تـدنـو فـتـرعاها
جــزاء مـا خـفَّت بـتلك الـتي … قـد ثـقّلت بـالأجرِ مـسراها
كـريمة ُ الـشيخ إمـامِ الـهدى … خـير كـريماتِ الهُدى جاها
لا بَــل هــي الـكعبة ُ فـي سـترِها … تـنقُلها نـحوَ مُـصلاّها
قـد قـالَ إكـباراً لـها إذ مَـشت … لا صَـغَّرَ الـرحمنُ ممشاها
لــو أنَّ حــواءَ رأت زُهـدَهـا … والـزهـدُ مـن بـعضِ سـجاياها
ودَّت عـلـى كُـثـرِ بـنـاتٍ لـهـا … أن لــم تـلـد مـنُـهنَّ إلاّهــا
لـــم تـعـلـقِ الآثـــامُ فـيـهـا ولا … بـالـتَـبعاتِ اغـبـرَّ كـفّـاها
طـهَّـرها الـرحـمنُ عِـلـماً بـهـا … وبـالـتُقى والـنُسكِ زكـاّها
نــزَّهـتِ الـعِـصـمة ُ أفـعـالـها … وكـانـت الـعـصمة ُ تـقـواها
لــو قَـسـمت صـالـحَ أعـمـالِها … بـينَ بـني الـدُنيا لأغـناها
كـلُّ أَلـوفِ الـخدرِ فـي خـدرِها … لـم تـعرفِ الـتخدِيرَ لـولاها
بـــاهِ بــهـا أمَّ نــجـومِ الـسـما … وفـاخـرِ الـشـهبَ بـأبـناها
إذ هـــيَ أمُّ الـكـلـماتِ الــتـي … آدمُ مِـــن قــبـلُ تـلـقَّـاها
قـد أوشَـجت أعراقها في العُلى … من فاطمٍ أعراقُ علياها
نَــمَـت غُـصـونـاً كـلُّـهـا أثــمـرت … عـلـمـاً بــه اللهُ تـوخـاّها
عـن مـثلِها مـا انـشقَّ يـوماً ثـرى … نبوّة ٍ فاسأل سجاياها
مـن طـينة ِ الـمجد إلـى الـمرتضى … وجعفرٍ يَضرِب عِرقاها
لـلجعفريَّين ابـتنت دارهـا … بـيض المساعي فوقَ خضراها
هـم أنـجمُ الـدينِ وسـبحان مَـن … فـي أُفقهِ للرشدِ أبداها
أُســـرة ُ مــجـدٍ شَـــرَعٌ كـلُّـها … أطـربَـها الـمـجد وأطـراهـا
حـسـبُـهمُ فــخـراً بـــأنَّ الـعُـلى … آخـرُهـم فـيـه كـأُولاهـا
كــأنّـمـا أخــلاقُـهـم روضــــة ٌ … بــاكَـرَهـا الــطـلُّ فـنـدَّاهـا
تَـعبِقُ فـي الـمجلسِ ألفاظُهم … كأَنَّ نشرَ المسكِ معناها
الـقومُ لُـطفُ الله فـي أرضِـه … مـن رحـمة ِ لـلخلقِ أنشاها
قـد بـسطَ الـجودُ أكـفًّا لـهم … عـاشت بـنو الـدنيا بـنعماها
أهــلُ الـوجوهِ الـزُهرِ لـو قـابلوا … بـنورِها الـشُهب لأطـفاها
أقِــســمُ أنَّ الــدهـرَ أجـفـانـهُ … مـــا فُـتِـحـت إلاّ لـمـرآهـا
وسـمعتهُ ما شُقَّ حتى يعي … شيئاً سوى حُسنِ مزاياها
مـــن طـيـنـة ٍ بـيـضـاءَ قـدسـيّة ٍ … صَـلـصَلَها اللهُ وصـفّـاها
والـطـينة الـسـوداءُ مـن خُـبثِها … هـيهاتَ تـبيَضُّ سـجاياها
جَــرت لـسبقٍ فـتساوت بـهم … سـوابقُ الـفضلِ بـمجراها
هــم فـيـهِ كـالأعينِ يُـمناها … بـالرمش لا يَـسبقُ يـسراها
والـقبض والـبَسط اسـتوت فـيهما … البنانُ صُغراها وكُبراها
فــيـا بَــنـي الـوحـيِ وآل الـهـدى … جـبـالَه، والله أرسـاهـا
الـيـكـمُوها مِـــن بــنـاتِ الـثـنـا … غَــرّاءَ قــد راقَ مُـحـيّاها
تـستوهبُ الـصفحَ لـنا مـنكم … مـن عَـثرة ٍ فيها استقلناها