زارت عــلــى رُقــبــة ِ عُــذّالـهـا … فـاقـتـبِـل الــعـمـرَ بـاقـبـالها
طـيّـبـة َ الأردان مــا اسـتـجمرت … بـالـمندلِ الـرطـبِ كـأمـثالها
تُـدنـي الـجـلابيبَ لـتُـخفي لـهـا … مـا رسـمَ الـمشي بـأذيالِها
وكـيـفَ تـخـفى وكـثـيبُ الـحـمى … يــأرجُ مـن فـضلة سِـروالِها
فـانعم بـعطشى الخصرِ ريّا الصبا … مجدولة ِ الأعطافِ مكسالِها
وارشــف كـمـا شـاء الـهوى ريـقة ً … كـانت تـمنّيك بـسلسالِها
أحـبـب بـها مـن شـائقٍ والـهٍ … أحـيت مـشوقاً بـالحِمى والـها
غـيـداءَ لــو غـنـت لـريـم الـفـلا … مــا بـكرت تـعطُو إلـى ضـالها
جــاءَت ولـكـن كـمـجيىء الـكـرى … تُـكـاتِم الـغـيرانَ مِــن آلـها
يـــا طـــربَ الــصـبِّ لإنـسـانـة ٍ … لـــم تــكـن الـحِـورُ بـأبـدالِها
كــم زادَنــي الـعـذلُ وُلـوعـاً بـهـا … مــا أولــعَ الـنـفسَ بـقـتّالها
يــهـزَّهـا الــــدلُّ فـتـخـتالُ عـــن … مُـعـتـدلِ الـقـامـة ِ مـيّـالـها
تُـرقِصُ قـلبَ الـصبِّ مـهما مـشت … لـكن عـلى رنَّـة ٍ خـلخالها
ذات الـجعود الـسود مـعقوصة ً … تـحكي الأفاعي عند إرسالها
هـــل نـثـرت مِـسـكاَ عـلـى كُـثـبها … إذ عـبـقت دلاًّ بـإِسـبالها
أم عـلـقت فــي خـدِّهـا جـمـرة ٌ … فـاحـترق الـعنبرُ مِـن خـالها
يـا هـل طـرقت الـحيَّ قـد حـجّبت … مـعسولة ُ الريق بعسّالها
أُمّ رئــــالٍ بــيــن أبـيـاتـهـم … يــــا عــجـبـاً تُــحـمـى بـرئـبـالها
تـلـك الـخـصورُ الـهـيفُ وارحـمـتا … لـضـعفها مــن ثـقل أكـفالها
هــيّـمـت الــصــبَّ وقــالــت لــــه … صِـــل الـغـديّـاتِ بـآصـالـها
نـفـسُك لـلإطـراب دعـهـا فـقـد … مـالـت إلــى الـزهـو بـآمـالها
إجــر بـكـفيك كُـمـيتَ الـطِـلى … واجــلِ صــدى الـهمِّ بـجريالها
فَــروضـة ُ الأفـــراح قـــد طـلَّـهـا … بـبـشـره “جـعـفـرُ” إفـضـالها
مَــن جـمـعت فـيـه الـعُـلى هـاشمٌ … وافـترقت مـنه إلـى آلـها
قـــد وزنـــت قـنـطـارَ أهـــلِ الــنـدى … هـمّـتهُ لـكـن بـمـثقالها
يـبـسط أخــتَ الـسـحب لـكـن يــداً … تـهـزءُ بـالـجود بـهـطّالها
إيـهاً «أبـا مـوسى » لأنـت الـذي … قـد رشَّـح الأُسـدَ لأغـيالها
ضــرغــامُ فــهــرٍ وحــقـيـقٌ بــــأن … طُـــرًّا تـهـنّـيك بـأشـبـالها
لــي مــن “حُـسينٍ” أيُّ ريـحانة ٍ … قـد أيـنعت مـنك بـاخضالها
أنـميتَ لـي فـي عـرسه نـبعة ً … عـنك سـتروي طـيب أفعالها
فـاسـمـع فِــداك الـدهـر مــن قـائـل … تـهـنية طـابـت كـقـوّالها
فـي عُـرس «هـاد» سـبقت نـعمة ٌ … بشرى لك اليوم بإكمالها
تـلك الـتي قـرَّت عـيونُ الـعُلى … والـفضلُ فـيها يـابنَ مِـفضالها
وفي السما قد قامَ «جبريلُها» … يَهدي شذا البشر «لميكالها»
والأرضُ مــن نــوء الـهـنا أغـدقـت … فـرُوّضت مـن بـعد إمـحالها
فــخـراً جــبـالَ الـحـلـمِ لــولاكـم … مـــا قـــرَّت الأرضُ لـزلـزالها
أُســرة ُ مـجـدٍ كـوفـئت فــي الـعُـلى … أعـمالُها الـغرُّ بـأخوالها
مـعـذولة ُ الأيــدي عـلـى جـودها … والـغيثُ فـيه بـعض عـذّالها
تـنـمى إلــى الـقـائم بـيـن الـورى … بـرشدها أو حـمل أثـقالها
مـــا هـــو إلاّ آيـــة ٌ لـلـهـدى … قـــد شُـــرّف الـــروحُ بـأنـزالـها
بــــل هـــو فـــي لأُمّـــة مـهـديُّـها … وحــبّـه صــالـحِ أعـمـالـها
لــلــرشـد أبـــــوابٌ وأبــنــاؤه … كــانــوا الـمـفـاتـيحَ لأقـفـالـهـا
هـم أنـجمُ الـعلم الـتي كـم جلت … عن الورى ظلمة َ أشكالها
دامـــوا بــبـالٍ فــارهٍ فــي الـنـهى … أبـقـى أعـاديـهم بـبـلبالها