سـقـتكَ يــا ربـعَ الـعُلى عـهادَها … وطـفاءُ بـشرٍ أطـلقت مـزادَها
تـلـمع لـلـزهو بـهـا بــوارقٌ … تـقـدحُ فــي قـلـب الـعِـدى زنـادَهـا
لاطـفـهـا فــيـك نـسـيـمٌ أَرِجٌ … إلـــى حــمـاكَ سـاقـهـا وقــادَهـا
فـألـبستك زهـرهـا وأنـبـتت … مــا بـيـن أجـفـان الـعـدى قـتـادَها
وأبــرزتَ مـنـك لأحــداق الــورى … حـديـقة ً نــوءُ الـسرور جـادَها
يــا رائــد الأفـراح فـي دار الـعُلى … قـد صـدقتك نـفسُك ارتـيادَها
بـاكـر مُـنـاك وارتـشف ريـاضها … كـما اشـتهيت واقـتطف أورادَهـا
وحـيّ فـي الـدست زعـيمَ هاشمٍ … وخيرَ من سادت به وسادَها
الـقائمَ الـمهديّ أقـضى مـن ثـنت … ريـاسة ُ الـدين لـه وِسـادَها
وقُـــل ولا تـحـفـل بـغـيـظ أنـفـسٍ … قــد تـركـت لـغـيِّها رشـادَهـا
مــــا عــلـمـاءُ الأرض إلاّ رجـــلٌ … قـــد جــمـع الله بـــه آحــادهـا
لـجّـة عـلـمٍ عـذُبـت مــوارداً … كــلّ ذوي الـفـضل غــدت ورّادهــا
وروضــة ٌ لــو كـشـف الله الـغـطا … رأيــت أمــلاك الـسما روّادهـا
أَعـلـمـهم بالله بـــل أَدلّـهـم … عـلـى الـتـي مــن خـلـقه أَرادَهــا
حـامى عـن الـدين فـسدَّ ثـغرة ً … مـا ضـمنوا عـنه لـه انسدادَها
فـاسـتـلَّها صــوارمـاً فـواعـلاً … فـعـل الـسـيوف ثـكـلت أَغـمـادَها
الــمـوقـدُ الــنــارَ عــشـيّـاً لــلـقـرى … وبِــشـره يـتـقـد اتـقـادَهـا
والـمـرخـصُ الــزادَ وكــان جــده … لـراكـبي ظـهـرَ الـفـلاة زادَهــا
قــد فـاخـرت جـفـانُه شـهـبَ الـسـما … بـضوئها وكـاثرت عِـدادَها
بُـشراك وضّـاحَ الـدجى بـفرحة ٍ … قـد بـلغت فـيها الـعُلى مرادَها
حـلَّت نـطاق الـليل عـن صبيحة ٍ … قد نسجت أيدي الهنا إبرادَها
لـو عـربُ الإسـلام بـاهتُ فـرسه … بـحسنها لاستحقرت أَعيادَها
أنــت الــذي قــد عـقـد الله بـه … عُـرى الـهدى وأحـكم انـعقادَها
مـنـك اعــدَّت هـاشـمٌ لـمـجدها … مَــن نـشـر الله بــه أَمـجـادَها
فـقـلّلت فـيـك مـريـدي فـخـرها … وفــي بـنـيك كَّـثـرت حـسادَها
أَبــنـاءِ مـجـدٍ نـشـأوا سـحـائباً … سـقـى الإلــهُ خـلـقه عـهـادَها
أَنـمـلُـها الـعـشـرُ جـمـيعاً حُـلَـمٌ … أَرضـعـت الـدنـيا بـهـا أَولادَهــا
بيض المساعي ومساعي غيرهم … بيضٌ وصفرٌ أَحسنوا انتقادَها
لـــم تـبـتـدء بــيـن الـــورى اكـرومـة ٌ … إلاّ وكــلٌّ مـنـهم أعـادَهـا
عـقـدت أطـنـاب الـعُـلى وابـتـدروا … يـرفـع كــلٌّ مـنـهم عـمـادَها
وغـيـرهـم يـهـدم عـلـياه الـتـي … سـعـى أَبــوه قـبـله فـشـادَها
قــومٌ إذا شــبَّ ابــنُ مـجدٍ مـنهم … أَلـقت لـكفيه الـعُلى قـيادَها
أَو زوَّجـــوه فـبـأخـت شـــرفٍ … يـحـكي طـريـفُ مـجـدِها تِـلادَهـا
لـو لـم تـجد منه المعالي كفوَها … لم ترض إلاّ في الخِبا انفرادَها
يــا مــن يــرومُ بـأبـيه هـضـبهم … ونـفـسه قــد سـكنت وهـادَها
خــلـفـك والـفـخـر بــنـار ذهــبـت … بـضـوئـها وخـلّـفـت رمــادَهـا
بـنـي الـعُـلى دونـكـموها غــادة ً … عــذراءَ قــد أَصـفتكم ودادَهـا
جـلّت بـكم قـدراً فـما أَنـشدتُها … إلاّ ازدهـت جـبريل فـاستعادَها