إن ضــاع وتــرك يـابـن حـامـي الـديـنِ … لاقــال سـيفك لـلمنايا كـوني
أَولــــم تُــنـاهـض آلَ حـــربٍ هــاشـمٌ … لا بــشّـرت عـلـويّـة ٌ بـجـنـين
أَمـعـلّلَ الـبـيضِ الـرقـاق بـنـهضة … فــي يـوم حـرب بـالردى مـشحون
كــم ذا تـهـزُّك لـلـكريهة ِ حـنّـة ٌ … مــن كــل مـشجية الـصهيل صـفون
طــال انـتـظار الـسمر طـعنتك الـتي … تـلد الـمنون بـنفس كـل طـعين
عـجـباً لـسـيفك كـيـف يـألـف غـمـدَه … وشـبـاهُ كـافلُ وِتـره الـمضمون
لــلـه قـلـبُك وهــو اغـضـبُ لـلـهدى … مــا كــان أَصـبـرَه لـهـتك الـديـن
فـيـما اعـتـذارك لـلـنهوض وفـيـكم … لـلـضيم وَســمٌ فــوق كـلِّ جـبين
ايـمـيـنكم فــقـدت قــوائـم بـيـضها … أم خـيـلكم اضـحـت بـغـير مـتـون
لا استكّ سمع الدهر سيفُك صارخاً … في الهام فاصل محده المسنون
إن لــم تـقُـدها فــي الـقـتام طـوالـعاً … فـكأنّها قِـطعُ الـسحابِ الـجون
مــاإن سـطـت يـحـماة ثـغـر تـهـامة … إلاّ ذَعــرن حـمـاة َ ثـغـر الـصـين
يـحـملن مـنـك إلــى الأعــادي مـخـدراً … يـرمي الـمنون لـقاؤه بـمنون
غـضـبان إن لـبـس الـضـواحي مـصحراً … نـزعت لـه الآسـاد كـل عـرين
فـمـتى أراك وأنــت فــي اعـقـابها … بـالـرمح تـطـعن صـلب كـل ركـين
حـيـث الـطـريد أمــام رمـحـك دمـعـه … كـغـروب هـاضبة الـقطار هـتون
لــم يـمـسِحنَّ جـفـونَه إلاّ رأى … شــوك الـقـنا الأهــداب رأي مـطعون
والـمـوتُ يـسـأم قـبـض أرواح الـعـدى … تـعـباً لـقكعك حـبل كـل وتـين
فـتـمـهـد الــدنـيـا بــإمـرة عـــادل … وبـنـهـي عـــلام وقــسـط أمــيـن
ومُــضـاءِ مـنـصـلتٍ وعـــزمِ مــجـرّبٍ … وأنـــاتِ مـقـتدرٍ وبـطـشِ مـكـين
اتـشـيم سـيـفك عـن جـماجم مـعشر … وتـروكم بـالذحل فـي صـفين
وحـنـيـن بـيـضـهم الــرقـاق بـهـامـكم … مـــلأَ الــزمـانَ بـرنّـة ٍ وحـنـين
وكـمـيـنُ حــقـد الـجـاهـلية ِ فـيـهـم … أنــى طـلـعتم غـالـكم بـكـمين
غـصـبوكم بـشـبا الـصـوارم أنـفـساً … قــام الـوجـود بـسـرها الـمـكنون
كـــم مــوقـفٍ حـلـبـوا رقـابـكـم دمــاً … فـيـه وأعـيـنكم نـجـيع شــؤون
لا مـثـل يـومـكم بـعـرصة كـربـلا … فــي سـالـفات الـدهر يـوم شـجون
قَـــد أرهــفـوا فــيـه لــجِـدكَ أنــصـلاً … تـركـت وجـوهـكم بــلا عـرنـين
يــوم أبــي الـضـيم صـابـر مـحـنة … غـضـب الإلــهُ لـوقـعها فـي الـدين
سـلـبته أطــرافُ الأسـنّـة ِ مـهـجة ً … تـفـدى بـجـملة عـالـم الـتـكوين
فـثـوى بـضـاحية الـهـجير ضـريبة ً … تـحت الـسيوف لـحدها الـمسنون
وقــفـت لـــه الأفـــلاكُ حــيـنَ هـويّـه … وتـبـد لــت حـركـاتها بـسـكون
وبــهـا نــعـاه الـــروح يـهـتف مـنـشداً … نـفـذت وراءَ حـجـابه الـمـخزون
وتــصـك جـبـهـتك الـسـيـوف وإنـهـا … لــولا يـمـينك لــم تـكـن لـيـمين
مـا كـنتَ حـين صُـرعتَ مـضعوف الـقوى … فـاقول لـم تـرفد بنصر معين
وأمــــا وشـيـبـتـك الـخـضـيـبة إنــهــا … لأبــــر كــــل إلــيــه ويــمـيـن
لــو كـنـتَ تـسـتامُ الـحـياة َ لأرخـصـت … مـنـها لـك الأقـدارُ كـلّ ثـمين
أو شـئتَ مـحوَ عـداك حـتّى لا يُرى … منهم على الغبراء شخص قطين
لأخـــذت آفـــاق الـبـلاد عـلـيهم … وشـحـنت قـطـريها بـجـيش مـنـون
حـتّـى بـهـا لــم تُـبـق نـافـخَ ضـرمـة ٍ … مـنـهم بـكـلّ مـفـاوزٍ وَحـصـون
لـكـن دعـتـك لـبـذل نـفـسك عـصـبة … حـان انـتشارُ ضـلالِها الـمدفون
فــرأيـتَ إنّ لــقـاءَ ربِّـــك بـــاذلاً … لـلـنـفس أفـضـلُ مــن بـقـاء ضـنـين
فـصـبرت نـفـسك حـيـث تـلـتهب الـضبا … ضـرباً يـذيب فـؤادَ كـلّ رزيـن
والـحـربُ تـطحن شـوسَها بـرحاتِها … أضـمير غـيب الله كـيف لـك الـقنا
والـسـمر كـالأضلاع فـوقك تـنحني … والـبيض تـنطبق انـطباق جـفوني
وقـضـيتَ نَـحـبَك بـيـن أظـهـر مـعـشرٍ … حُـمـلوا بـأخـبث أظـهُرٍ وبـطون
وأجــلُّ يــومٍ بـعد يـومك حـلّ فـي … الإسـلام مـنه يـشيبُ كـلُّ جـنين
يـوم سـرت اسـرى كـما شـاء الـعدى … فـيه الـفواطمُ من بني ياسين
ابـــرزن مـــن حـــرم الـنـبـي وإنـــه … حـــرمُ الإلـــه بــواضـحِ الـتـبيين
مــن كــلّ مـحـصنة ٍ هـنـاك بـرغـمها … أضـحـت بــلا خـدر ولا تـحصين
سُـلـبت وقــد حـجـبَ الـنواظرَ نـورُها … عـن حـر وجـه بـالعفاف مـصون
قـذفـت بـهـن يــد الـخـطوب بـقـفرة … هـيـماء صـالـية الـهجير شـطون
فــغـدت بـهـاجـرة الـظـهـيرة بـعـدمـا … كـانـت بـفـياح الـظـلال حـصـين
حــرّى مـتـى الـتـهبت حـشـاشتُها ظـمـاً … طـفـقت تـروح قـلها بـأنين
وَحَـدَتْ بـها الأعـداءُ فـوق مـصاعبٍ … تـرمي الـسهول مـن الفلا بحزون
لاطـــاب ظــلـك يــازمـان ولاجـــرت … أنــهـار مــائـك لــلـورى بـمـعـين
مــاكـان أوكـسـهـا لـكـفـك صـفـقـة … فـيـها ربـحـت نـدامـة َ الـمـغبون
فـلـقد جـمـعت قــواك فــي يــوم بــه … ألـقـحت أمَّ الـحـادثات الـجـون
وبــه مُــذ ابـتـكرت مـصـيبة ُ كـربـلا … عـقُـمت فـما لـنتاجها مـن حـين
احـماة ثـغر الـدين حـيث سـيوفكم … شَـرِعت مـحجّة َ نهجهِ المسنون
صـلّـى الإلــهُ عـلـيكم مــا مِـنـكم … هـتفَ الـصوامعُ بـاسم خـير أمـين