تــركـتُ حَــشـاكَ وسـلـوانَـها … فــخـلِّ حــشـايَ وأحـزانَـها
أغـــض الـشـبـيبة عــنـي إلـيـك … فـقـضِّ بـزهـوك ريـعـانها
ودعـنـي اصــارع هـمـي وبــت … ضـريـع مُـدامـك نَـشـوانها
قـد اسـتوطن الـهمُّ قـلبي فـعفتُ … لـك الـغانياتِ وأوطـانها
عـــدوت مــلاعـب ذات الأراك … فـلـسـت ألاعـــب غـزلانـها
وعـفـتُ غـدائر بـيض الـخدود … فـما أنـشِقُ الـدهر ريـحانها
افـق لـست أول مـن لامـني … عـلى وصـل نفسي تحنانها
فــكـم لـــي قـبـلـك لــوامـة … تـشـاغـلت مـطـرحاً شـانـها
تــريـنـي بــالـعـذل غـشـفـاقـها … وفــيــه تــلــوّنُ ألــوانَـهـا
تُـنـاشـدني الـصـبر لـكـن تُـريـدُ … أن أعــرف اللهو عـرفـانها
ومــا هــي مـنـي حـتى تـخاف … عـليَّ الـهمومَ وأشـجانها
ومــا فــي ضـلـوعي لـهـا مـهـجة ٌ … عـلـيها تـحـاذرُ نـيرانها
ولا بَـيـن جـفـنيَّ عـيـنٌ لـها … مـن الـكحل أغـسل اجـفانها
ولــو ضـمـنت أضـلـعي قـلـبها … سـلـوت الـنوائب سـلوانها
ولـو وجـدت بـعض مـا قـد وجـدتُ … لـبلّت مـن الدمع أردانها
خَــلا أنـهـا مــذ رأتـنـي غـدوتُ … لـهيفَ الـحشاشة حـرّانها
فـقـالت أجـدّك مـن ذي حـشاً … جـوى الـحزنِ لازمَ ايـطانها
لـمـن حُــرقُ الـوجـد تـذكـي وراء … حـنـايا ضـلـوعك نـيرانها
وتـشجيك كـل هـتوف الـعشي … تـردّد فـي الـدوح ألـحانَها
تــســلَّ وبالله لــمـا اغـتـنـمت … مـــن جـــدّة اللهو إبّـانـهـا
فـقـلـت ســلـوتُ إذاً مُـهـجتي … إذا أنــا حـاولـت سـلـوانها
كفاني ضناً أن ترى في الحسين … شفت آلُ مروان أضغانها
فـأغـضـبت الله فـــي قـتـلـه … وأرضـــت بــذلـك شـيـطانها
عــشـيّـة َ أنـهـضـهـا بَـغـيُـهـا … فـجـاءتـه تــركـب طـغـيـانها
بـجمع مـن الأرض سـد الـفروج … وغـطّى الـنجودَ وغيطانها
وطــا الـوحـشَ إذ لــم يـجد مـهرباً … ولازمـت الـطيرُ أوكـانها
وحـفّت بـمن حـيثُ يـلقى الـجموع … يثني بماضيه وحدانها
وسـامته يـركبُ إحـدى اثـنتين … وقـد صـرّت الحربُ أسنانها
فـأمّـا يُــرى مـذعـناً أو تـمـوت … نـفـس أبــي الـعز إذعـانها
فـقـال لـهـا اعـتـصمي بـالأبـاء … فـنـفسُ الأبــيّ ومـا زانَـها
إذا لــم تـجـد غـير لـبس الـهوان … فـبالموت تـنزعُ جُـثمانها
رأى الـقـتل صـبـراً شـعار الـكرام … وفـخراً يـزين لـها شـأنها
فـشـمَّر لـلـحرب فــي مَـعـركٍ … بــه عـرك الـموتُ فِـرسانها
وأضــرمـهـا لــعـنـان الــسـمـاء … حــمــراءَ تـلـفـحُ أعـنـانـها
ركــيـنٌ ولـــلأرض تـحـت الـكـماة … رجـيـف يـزلـزل ثـهـلانها
أقــرُّ عـلـى الأرض مـن ظـهرها … إذا مـلمل الـرعب اقـرانها
تــزيـد الـطـلاقـة ُ فـــي وجـهـه … إذا غـيَّـر الـخـوفُ ألـوانـها
ولــمّـا قــضـى لـلـعُلى حـقَّـها … وشـيـد بـالـسيف بـنـيانها
تـرجّـل لـلـموت عــن سـابـقٍ … لــه أخـلـت الـخيلُ مـيدانها
ثــوى زائــدَ الـبِـشر فــي صـرعة ٍ … لـه حـبّب الـعزُّ لُـقيانها
كـــأَنَّ الـمـنـيّة كــانـت لــديـه … فــتـاة ٌ تــواصـل خِـلـصانها
جـلتها لـه الـبيض فـي مـوقف … بـه أثـكل الـسمر خرصانها
فـبـات بـهـا تـحـت لـيـلِ الـكـفاح … طـروب الـنقيبة جـذلانها
وأصــبـح مـشـتـجراً لـلـرماح … تـحـلي الـدمـا مـنـه مـرانـها
عـفـيراً مـتـى عـايـنته الـكـماة … يـخـتطف الـرعـب الـوانـها
فـمـا أجـلـت الـحـرب عــن مـثله … صـريعاً يـجبّن شُـجعانها
تـريـب الـمـحيا تـظـن الـسـماء … بـأنَّ عـلى الأرض كـيوانها
غـريـبـاً ارى يـاغـريـب الـطـفـوف … تـوسُّـدَ خـديـك كـثـبانها
وقــتـلـك صــبــراً بــأيــدٍ أبـــوك … ثـنـاهـا وكــسـر أوثـانـهـا
اتـقضي فـداك حـشا العالمين … خميص الحشاشة ضمأنها
ألــسـتَ زعــيـمَ بـنـي غـالـبٍ … ومِـطـعامَ فـهـر ومـطـعانها
فــلِـم أغـفـلـت بـــك أوتـارَهـا … ولـيـست تـعـاجل امـكـانها
وهــذي الأسـنـة والـبـارقات … اكـالـت يـد الـمطل هـجرانها
وتـلـك الـمـطهمة الـمـقربات … تـجـر عـلـى الأرض ارسـانها
أجـبـناً عـن الـحرب يـامن غـدوا … عـلى أوّل الـدهر أخـدانها
اتــرضـى أراقـمـكـم ان تــعـد … بــنـو الــوزغ الـيـوم أقـرانـها
وتــنـصـب اعـنـاقـهـا مـثـلـهـا … بــحـيـث تــطـاول ثـعـبـانها
يـمـيناً لـئـن سـوفـت قـطـعها … فـلا وصـل الـسيف أيـمانها
وإن هــي نـامـت عـلـى وِتـرها … فـلا خـالطَ الـنومُ أجـفانها
تـــنــامُ وبــالـطـفِّ عـلـيـاؤهـا … أُمــيــة تــنـقـضُ أركــانـهـا
وتـلك عـلى الأرض مـن أُخـدمت … وربِّ الـسماوات سكّانها
ثــلاثـاً قــد انـتـبذت بـالـعراء … لـهـا تـنـسج الـريـح اكـفـانها
مــصـابٌ أطـــاشَ عـقـولَ الأنــام … جـمـيعاً وحـيـر اذهـانـها
عـلـيكم بـني الـوحي صـلى الألـه … مـاهزت الـريح افـنانها