إن لـم أقـف حـيثُ جـيش الـموت يـزدحمُ … فـلا مـشت بـي في العلا قدمُ
لا بـــدَّ أن أتـــداوى بـالـقـنا فـلـقـد … صــبـرت حــتـى فـــؤادي كــلـه ألــم
عـنـدي مــن الـعـزم ســرٌّ لا أبــوحُ بــه … حـتـى تـبـوحَ بـه الـهِنديَّة الـخُذم
لا أرضـعت لـي الـعلى ابـناً صـفو درَّتِـها … إن هكذا ظل رمحي وهو منفطم
إلــيـة بـضـبا قـومـي الـتـي حـمـدت … قـدمـاً مـواقـعها الـهـيجاء لا الـقـمم
لأحـلـبن لــدي الـحـرب وهــي قـنـاً … لـبانها مـن صـدور الـشوس وهـو دم
مـالـي أسـلـم قـومـاً عـنـدهم تـرثـي … لاسـالمتني يـد الأيـام إن سـلموا
مَـــن حـامِـلٌ لـولـيّ الأمــرِ مـألـكة ً … تـضـوى عـلـى نـفـثات كـلـها ضــرم
يابن لألى يقعدون الموت أن نهضت … بهم لدى الروع في وجه الضبا الهمم
الـخـيل عـنـدك مـلـتها مـرابـطها … والـبـيض مـنـها عــرى أغـمادها الـسأم
هـــذي الــخـدور ألاعـــدّاء هـاتـكـة ً … وذي الـجـبـاه ألا مـشـحـوذة تـسـم
لاتـطهر الأرض مـن رجـس العدى أبداً … ما لم يَسِل فوقها سيل الدم العرم
بـحـيثُ مـوضع كـلٍّ مـنهم لـك فـي … دمـاه تـكن فـيه تـجلى هـذه الـغمم
قـــد آن أن يـمـطـرَ الـدنـيـا وسـاكِـنـها … دمـــاً أغــر عـلـيه الـنـقع مـرتـكم
حـران تـدمغ هـام الـقوم صـاعقة … مـن كـفه وهـي الـسيف الـذي عـلموا
نـهضاً فَـمن بـظُباكم هـامهُ فـلقت … ضـرباً عـلى الـدين فـيه الـيومَ يـحتكم
وتــلـك أنـفـالـكم فــي الـغـاصبين لـكـم … مـقـسومة وبـعـين الله تـقـتسم
جـــرائــم آذتـــهــم أن تـعـاجـلَـهـم … بــالأنـتـقـام فــهــلا أنــــت مـنـتـقـم
وإنَّ أعــجــب شــــيء أن أبـثـكَّـها … كـــأَنَّ قـلـبـك خـــالٍ وهـــو مُـحـتـدم
مــا خـلـتُ تـعـقد حـتّى تُـستثارَ لـهم … وأنـت أنـت وهـم فـيما جـنوه هـم
لـم تـبق اسـيافهم مـنكم عـلى ابـن تقى … فكيف تبقى عليهم لا أبا لهم
فــلا وصـفـحك إن الـقـوم مــا صـفـحوا … ولا وحـلـمك إن الـقـوم مـا حـلموا
فـحمل أمـك قـدماً أسـقطوا حـنقاً … وطـفل جـدك في سهمِ الردى فطموا
لا صـبـر أو تـضـع الـهـيجاء مــا حـمـلت … بـطـلقة ٍ مـعـها مـاءُ الـمخاضِ دمُ
هــذا الـمـحرّم قــد وافـتـك صـارخـة ً … مـمّـا اسـتـحلّوا بــه أيـامـهُ الـحُـرم
يـملأنَ سـمعكَ مـن أصـوات نـاعية ٍ … فـي مسمع الدهر من إعوالها صمم
تـنـعى إلـيـك دمــاء غــاب نـاصـرها … حـتـى أُريـقـت ولـم يـرفع لـكم عـلم
مـسـفوحة ً لــم تُـجـب عـنـد اسـتـغاثِها … إلاّ بـأدمـع ثـكـلى شـفَّها الألـم
حـنّت وبـين يـديها فِـتية ٌ شَـرِبت … مـن نـحرها نُـصبَ عينيها، الضُّبا الخُذم
مُـوسّدين عـلى الـرمضاءِ تـنظرهم … حرّى القلوب على ورد الردى ازدحموا
سـقـيـاً لـثـاوينَ لــم تَـبـلل مـضـاجِعَهم … إلاّ الـدمـاءُ وإلاّ الأدمُــعُ الـسـجم
أفـنـاهُمُ صَـبـرهم تـحـت الـضُّـبا كـرمـاً … حـتـى قـضوا ورداهـم مـلؤه كـرُم
وخـائـضـين غـمـار الـمـوت طـافـحة … أمـواجُـها الـبـيضُ بـالـهاماتِ تَـلـتطم
مـشوا إلـى الـحرب مـشي الـضاريات لها … فصارعوا الموت فيها والقنا أجم
ولا غـضـاضة يــوم الـطـف أن قـتـلوا … صـبـراً بـهـيجاء لــم تـثـبت لـها قـدم
فـالـحرب تـعلم إن مـاتوا بـها فـلقد … مـاتت بـها مـنهم الأسـياف لا الـهمم
أبـكـيهم لـعـوادي الـخـيل إن ركـبـت … رؤسـهـا لـم تـكفكف عـزمها الـلجم
ولـلـسـيوف إذا الـمـوت الــزؤام غــدا … فــي حـدهـا هــو والأرواح يـخـتصم
وحــائـرات أطـــار الــقـوم أعـيـنـها … رُعـبـاً غــداة عـلـيها خِـدرَهـا هَـجـموا
كـانـت بـحـيث عـلـيها قـومـها ضـربـت … سـرادقـاً أرضــه مـن عـزهم حـرم
يـكـاد مــن هـيـبة ٍ أن لا يـطـوفَ بــه … حـتـى الـمـلائكُ لــولا أنّـهـم خَــدم
فـغودرت بـين أيـدي الـقوم حـاسرة ً … تـسبى ولـيس لـها مـن فيه تعتصم
نــعـم لـــوت جـيـدَها بـالـعتب هـاتِـفة ً … بـقـومِها وحـشـاها مـلـؤه ضَــرُم
عـجّت بـهم مُـذ عـلى أبـرادها اخـتلفت … أيـدي الـعدوِّ ولـكن مَـن لَها بِهم
نـــادت ويـــا بُـعـدهم عـنـها مُـعـاتِبة ً … لـهـم ويـالـيتهم مــن عـتـبها أمــم
قـومي الأُلـى عُـقدت قِـدماً مـآزرُهم … عـلى الحمية ماضيموا ولا اهتضموا
عــهـدي بــهـم قــصـر الأعــمـار شـأنـهـم … لا يـهـرمـون ولـلـهيابة الـهـرم
مـابـالهم لاعـفـت مـنـهم رسـومـهم … قــروا وقــد حـمـلتنا الأنـيق الـرسم
يـاغـاديـاً بـمـطـايا الــعـزم حـمـلـها … هــمـاً تـضـيق بــه الأضــلاع والـحـزم
عـرّج على الحيِّ من عمرو العلى وأرح … منهم بحيث اطمأن البأس والكرم
وحـي مـنهم حـماة لـيس بـاتنهم … مـن لا يـرف عـليه فـي الـوغى الـعلم
الـمـشبعين قـرى طـير الـسما ولـهم … بـمنعة الـجار فـيهم يـشهدُ الـحرم
والـهاشمين وكـل الـناس قـد عـلموا … بـأن لـلضيف أو لـلسيف مـاهشموا
كـمـاة حــرب تــرى فـي كـل بـادية … قـتلى بـأسيافهم لـم تـحوها الـرجم
كـــأَنَّ كـــلّ فـــلاً دارٌ لــهـم وبــهـا … عـيـالها الـوحـش أو أضـيـافها الـرخـم
قِـف مـنهم مـوقفاً تـغلي الـقلوبُ به … من فورة العتب واسأل ما الذي بهم
جـفـت عـزائـم فـهـر أم تــرى بــردت … مـنها الـحمية أم قـد مـاتت الـشيم
أم لـم تـجد لذعَ عتبي في حشاشتها … فقد تساقطَ جمراً من فمي الكلم
أيــن الـشـهامة أم أيـن الـحفاظ أمـا … يـأبى لـها شـرف الأحـساب والـكرم
تـسـبـى حـرائـرهـا بـالـطـف حـاسـرة … ولــم تـكـن بـغُـبار الـمـوت تـلـتثمُ
لـمـن أُعـدّت عـتاقُ الـخيل إن قـعدت … عـن مـوقف هـتكت نـها بـه الـحرم
فــمـا اعـتـذارك يـافـهر ولــم تـثـبي … بـالـبيض تُـثـلم أو بـالـسمر تـنـحطم
أجــل نـسـاؤكِ قــد هـزَّتـكِ عـاتِـبة ً … وأنــت مـن رقـدة تـحت الـثرى رمـم
فـلـتُلفت الـجـيدَ عَـنـك الـيـوم خـائـبة ً … فـمـا غـناؤكِ حـالت دونـكِ الـرجم