عَــثـرَ الــدهـرُ ويـرجـو أن يُـقـالا...تَرِبت كـفُّـك مــن راجٍ مـحـالا
أيّ عــذرٍ لـكَ فـي عـاصفةٍ...نسفت مَـن لـكَ قـد كـانوا الـجبالا
فـتـراجـع وتـنـصّـل نــدمـاً...أو تـخـادع واطـلـبِ الـمـكرَ احـتـيالا
أنـزوعـاً بـعـد مــا جـئـتَ بـهـا...تنزعُ الأكـبـادَ بـالـوجدِ اشـتـعالا
قـتـلـت عُــذرك إذ أنـزلـتَها...بالذرى مــن هـاشـم تـدعـو نِــزالا
فـرّغ الـكفَّ فـلا أدرى لِـمن...في جـفير الـغدر تـستبقي النبالا
نِلتَ ما نِلتَ فدع كلَّ الورى...عنك أو فاذهب بمن شئت اغتيالا
إنَّـمـا أطـلـقتَ غـربـاً مـن رَدًى...فـيه ألـحقتَ بـيُمناك الـشمالا
قـــد تـراجـعـت وعـنـدي شَـرَعٌ...شِـيماً تـلـبسُها حــالاً فـحـالا
وتـجـمّـلت ولـكـن هـذه...سَـلبت وجـهـكَ لــو تــدري الـجـمالا
لا أقـالـتـني الـمـقـاديرُ إذا...كــنـتُ مـمَّـن لــكَ يــا دهــرُ أقــالا
أزلالَ الـعـفوِ تـبـغي وعـلـى...أهل حــوضِ اللهِ حـرّمـتَ الــزَلالا
الـمـطـاعين إذا شـبَّـت وغًـى...والـمطاعيمُ إذا هـبَّـت شِـمـالا
والـمحامينَ عـلى أحـسابهم...جُهدَ ما تحمي المغاويرُ الحِجالا
أُســرةُ الـهـيجاءِ أتــراب الـضُبا...خُلفاءُ الـسمر سَـحباً واعـتقالا
فـهـم الأطــوادُ حـلـماً وحـجًـى...والضُبا والأُســد غـربـاً وصـيالا
ولــهـم كـــلّ طــمـوح لا يَــرى...خـدَّ جــبَّـارِ الــوغـى إلاَّ نِـعـالا
إن دُعوا خفُّوا إلى داعي الوغى...وإذا النادي احتبى كانوا ثِقالا
أهــزلَ الأعـمـارَ مـنهم قـولُهم...كلَّما جـدَّ الـوغى زيـدي هُـزالا
كـلّ وطّـاءٍ عـلى شـوكِ الـقنا...إثرَ مـشاءٍ عـلى الـجمر اخـتيالا
وقـفـوا والـمـوتَ فــي قـارعـةٍ...لو بـهـا أُرســيَ ثـهـلانُ لـمـالا
فــأبـو إلاَّ اتــصـالاً بـالـضُـبا...وعن الـضـيم مــن الــروح انـفـصالا
أرخـصـوهـا لـلـعـوالي مُـهـجاً...قد شـراهـا مـنـهم اللهُ فـغـالى
نَـسيت نـفسيَ جـسمي أو فـلا...ذكرت إلاَّ عـن الـدنيا ارتحالا
حـين تـنسى أوجـهاً مـن هـاشم...ضمَّها الـتربُ هـلالاً فـهلالا
أفـتـديهم وبـمـن ذا أفـتـدي...أمن لـهـلاَّك الـورى كـانوا الـثُمالا
عـجباً مَـن رِجـلها مـا قـطعت...في طـريق المجد من نعل قِبالا
وتـرت مَـن كم على جمر الوغى...ألقت الأخمُص رجلاها صِيالا
عِـترَةُ الـوحي غـدت فـي قـتلها...حُرماتُ الله فـي الـطفّ حلالا
قُـتلت صـبراً عـلى مـشرعةٍ...وجدت فيها الردى أصفى سِجالا
يـــوم آلـــت آلُ حـــربٍ لا شـفـت...حـقدَها إن تــركـت لـلـه آلا
يـا حـشا الـدين ويـا قـلبَ الـهدى...كابدا مـا عشتما داءً عُضالا
تـلـك أبـنـاءُ عـلـيٍّ غُـودرت...بـدماها الـقومُ تـستشفي ضَـلالا
نـسـيـت أبــنـاءُ فــهـرٍ وِتـرَهـا...أم عـلـى مــاذا أحـالـته اتـكـالا
فَــمـن الـحـامـلُ عــنِّـي آيـةً...لـهـم لـــو هـــزَّت الـطـودَ لــزالا
أيُّـهـا الـراغـبُ فــي تـغـليسةٍ...بأمونٍ قــطُّ لــم تـشـكُ الـكلالا
إقـتـعدها وأقـم مـن صـدرها...حيثُ وفـد الـبيت يُـلقون الـرحالا
واحـتـقـبها مــن لـسـاني نـفـثةً...ضرماً حـوَّلـها الـغـيظُ مـقـالا
وإذا أنــديـةُ الــحـيِّ بـدت...تُـشـعرُ الـهـيـبةَ حـشـداً واحـتـفالا
قف على البطحاء واهتُف ببني...شيبة الحمد وقل قوموا عِجالا
كـم رضـاع الـضيم لا شـبَّ لكم...ناشئٌ أو تجعلوا الموتَ فِصالا
كـم وقـوفُ الـخيل لا كـم نـسِيت...علكَها اللجمِ ومجراها رعالا
كـم قـرار الـبيض فـي الـغمد أمـا...آن أن تـهتزَّ لـلضربِ انسلالا
كـــم تـمـنّـون الـعـوالي بـالـطُلى...أقتلُ الأدواءِ مــا زاد مِـطـالا
فـهـلـمُّوا بـالـمَـذاكي شُـربـا...والـضُبا بـيـضـاً وبـالـسمر طــوالا
حــلَّ مــالا تـبـرُك الإِبــلُ عـلـى...مثله يـومـاً وَلـو زِيـدت عِـقالا
طـحـنت أبـنـاءُ حــربٍ هـامـكم...برحى حـربٍ لـها كـانوا الـثفالا
وطــأوا آنـافكم فـي كـربلا...وطأةً دكَّـت عـلى الـسهل الـجبالا
قــوِّمـوهـا أســــلاً خَـطـيَّـة...كـقدود الــغـيـد لــيـنـاً واعــتـدالا
واخـطبوا طـعناً بـها عـن ألـسُنٍ...طالما أنـشأت الـموتَ ارتجالا
وانـتـضوها قُـضـباً هـنـديَّةً...بسوى الـهاماتِ لا تـرضى الـصقالا
ومـكـانَ الـحـدِّ مـنـها ركِّـبـوا...عزمَكم إن خِـفتموا مـنها الـكلالا
واعـقـدوه عـارضـاً مــن عِـثيَرٍ...بالدم الـمهراق مـنحلّ الـعَزالى
وابـعـثوها مـثـلَ ذؤبــان الـغضا...لا تـرى إلاَّ عـلى الـهام مـجالا
وإلــى الـطـفّ بـهـا حــرَّى فـلا...بـردَ أو تـنـسفَ هـاتيك الـتِلالا
بــطـرادٍ تــلـدم الــطـفّ بـه...لـلأُلى مـنـكم قـضـوا فـيـه قـتـالا
وطـعـانٍ يـمـطر الـسمرَ دمـاً...فوقها حـيثُ دمُ الأشـراف سـالا
كــم لـكـم مــن صِـبـيةٍ مــا أُبـدلـت...ثَمَّ مـن حـاضنةٍ إلاَّ رمـالا
سـل بـحِجر الـحرب مـاذا رضـعت...فثديُّ الـحربِ قـد كـنَّ نصالا
رضـعـت مــن دمِـهـا الـمـوت فـيـا...لرضاعٍ عــادَ بـالرغم فِـصالا
ونـــواع بـــرزت مـــن خـدرهـا...تُـلزمُ الأيـــديَ أكــبـاداً وِجـــالا
كـم عـلى الـنعي لـها مـن حـنَّةٍ...كحنين الـنيبِ فارقن الفصالا
كـبـنات الــدوح تـبكي شـجوَها...وغوادي الـدمع تـنهلّ انـهلالا