تـــرومُ مــقـامَ الــعـزّ والـــذلُّ نـازل...ولـم يــك فــي الـغـبراء مـنـك زلازلُ
وتـرجـو عُــلاً مــن دونـهـا قــدرُ الـقضا...وعزمك عـن قـرع الـمقادير نـاكل
إذا كـنـتَ مـمَّـن يـأنـف الـضيمَ فـاعتصم...بعزمٍ لـه قـلبُ الـحوادث ذاهـل
ولــيــس يــزيــل الـضـيـمَ إلاَّ أُبـاتُـه...ويـرحضُ عـــار الـــذل إلاَّ الـمُـنـاضل
رُمِ الــعـزّ فــي الـخـضراء بـيـن نـجـومها...وكن ثـاقـباً فـيـها وهــنَّ أوافِــل
وكـن إن خـلت مـنك الربوع وأوحشت...أنيسَ المواضي فهي منك أواهل
أمــا لــكَ فــي شُـمّ الـعرانين إسـوةٌ...فتسلك مـا سـنَّته مـنها الأفـاضل
بـيـوت عُـلاهـم فــي الـحـوادث إن دهـت...قـناً وضُـبـاً مـشـحوذةٌ وقـنابِل
هـــم قـابـلـوا فـــي نــصـر مَـــدرَة هـاشـمٍ...أُمـيَّةَ لـمـا آزرتـهـا الـقـبائل
وأجـــروا بــأرض الـغـاضريَّة أبـحـراً...من الــدّم لــم تـبـصر لـهـنَّ سـواحـلُ
بــيــوم كــيــوم الـحـشـر والـحـشـر دُونــه...أواخـره مـرهـوبـةٌ والأوائـــل
مـنـاجـيبُ غُــلـب مــن ذؤابــة هـاشـمٍ...وآساد حــرب غـابُـهنَّ الـذوابـل
إذا صــارخُ الـهـيجا دَهـاهـم تـلملمت...لهم فـوق آفـاق الـسماءِ جـحافل
وإن غَـيَّـمت بـالـنقع شـمـت بـوارقـاً...لهم غـربُـها بـالموت والـدّم هـاطل
ولـلـضـاريـات الـسـاغـبـات بـرزقـهـا...قـناهم بـمـسـتـن الــنـزال كــوافِـلُ
وفــي أكـبـد الأبـطـال تُـغـرس سـمـرهم...ومن دَمـهـا خـرصانُهنَّ نـواهل
لــهـم ثــمـرات الــعـزّ مـــن مُـثـمـراتِها...فعزّهم بَــيـن الـسـماكين نــازل
ولــم يُــرَ يــومَ الـطـفّ أصـبـرَ مـنـهم...غداة بـهـا لـلـموت طـافت جـحافل
ومــا بـرحت تَـلقى الـقنا بـصدورها...إلى أن تـروَّت مـن دمـاها الـعواسل
بـنفسي بـدوراً مـن سـما مـجد غـالبٍ...هوت أُفـلاً بـالطعن وهي كوامل
وَمـن بَـعدهم يـعسوب هـاشم قـد غـدا...فريداً عـن الـدين الحنيف يقاتلُ
عـلـى سـابـحٍ لــم تـعـتلق بـغُـباره...إذا مــا جـرى يـومَ الـرهان الأجـادل
عَـجِبتُ لـمن لم تستطع فوق ظهرها...على حمله الغبرا له المُهر حامل
هـمـامٌ لــه عــزمٌ بـه الـشمُّ فـي الـوغى...تعود أعـاليهنَّ وهـي أسـافلُ
نَـضـى لـقـراع الـشـوس عـضـباً مُـهـنَّداً...تميلُ الـمـنايا أيـنـما هــو مـائل
وغـادرهم فـي غـربه جُـثَّماً عـلى...الثرى وبـهم شغلٌ من الموت شاغل
وَمـا زال يُـرديهم إلـى أن قـضى عـلى...ظماً والـمواضي مـن دماهُ نواهِل
قـضـى بـعـد مــا أعـطى الـمهنَّدَ حـقَّه...ولا جـسم إلاَّ وهـو لـلروح ثـاكل
وخــلَّــف عــدنـانـاً كــأفـراخ طـائـرٍ...تـحوم عـلـيـها كـــلَّ حــيـن أجـــادل
وبـالـطفِّ مــن عـلـيا نــزارٍ عـقـاثلاً...أُسارى ومــن أجـفانها الـدمع هـاملُ
بـلا كـافلٍ تـطوي الـمهامهَ فـي الـسُرى...وأنَّى لـها بـعد ابن أحمد كافل
أُمـيَّـة هـبِّـي مــن كــرى الـشرك وانـظري...فهل أُسـرت لـلأنبياء عَـفائل
فـمـا لِـلـنساءِ الـمُـحصنات ولـلـسُرى...تجوبُ بـهـا الـبيداءَ عـيسٌ هـوازِل
ومــــا لـبُـنـيَّـات الــرسـول ولِـلـظَـما...بقفرٍ بـــه لـلـحـرّ تـغـلـي مــراجـل
فـتحسب رَقـراقَ الـسحاب بِـموره...نطافاً ومـنها الـماء فـي الأرض سائِل
فـتجهش مـن حـرّ الضماء بركبكم...ولم يك في استجهاشها الركبَ طائل
ألا يــا لـحـاكِ الله فـارتـقبي وغًـى...يـثور بـهـا مــن غـالب الـغلبِ بـاسِل
هـو الـقائم الـمهديّ يُـدرك مـا مـضى...من الـثار فـليهمل لـك الثارَ هاملُ
طَـلـوبٌ فـلو فـي مـهجة الـموت وِتـرُه...لشقَّ إلـيه الـصدرَ والـموت نـاكل
يــنـالُ بـحـدّ الـسـيف مــا هــو طـالـبٌ...وَيمضي ولــو أنَّ الـمـنيَّة حـائـل
شَــروب بـمـاضي الـشـفرتين دمَ الـعِدى...وأجسامَهم بـالسمهريَّة آكـل
أمـلـتهم الـكـونينِ فــي فــم عـزمه...حنانيكَ مـا فـي ذمّـنا الـدهرَ طـائلُ
مـتـى يــا رعــاك الله طــال انـتـظارُنا...تقيم عـمـادَ الـديـن إذ هــو مـائـل
وتـجـتـاح قــومـاً مـنـهـم كـــلّ شـارقٍ...تـغـولكم شــرقـاً وغــربـاً غـوائـل
وتـصـبـحُ فـيـكـم روضـــةُ الـديـن غـضَّـةً...وتزهر مـنـكم لـلأنـام الـخـمائل
بـنـي الـوحـي أهـدى حـيدرٌ مـدحةً لـكم...يدين لـها قـس بـما هـو قـائل
فــعُـذراً فــإنِّـي بـاقـل إن أقــل بـكـم...مديحاً لــه قــس الـفـصاحة بـاقـل
وصلَّى عليكم خالقُ الخلقِ ما جرت...على رزئِكم سحبُ الدموع الهواطل