لا تـحـذرن فـمـا يـقـيكَ حِــذارُ … إن كــانَ حـتفُكَ سـاقه الـمقدارُ
وأرى الـضنينَ عـلى الحمام بنفسه … لا بدَّ أن يفنى ويبقى العار
لـلضيم فـي حسب الأبيّ جِراحة ٌ … هيهات يبلغ قعرها المسبار
فـاقذف بـنفسك فـي الـمهالك إنـما … خـوفُ الـمنيّة ذلّـة وَصـغارُ
والـموت حـيث تـقصفت سـمر الـقنا … فوق المطهّم، عزّة ٌ وفخار
سائل بهاشم كيف سالمت العدا … وعلى الأذى قرَّت وليس قرار
هـدأت عـلى حـسك الهوان ونومها … قدماً على لين المهاد غرار
لا طــالـب وتــراً يـجـرد سـيـفه … مـنـهم ولا فـيـهم يـقـال عـثـار
ولــرب قـائـلة وغــرب عـيونها … يـدمى فـيخفي نـطقها اسـتعبار
ماذا السؤال فمت بدائك حسرة … قضيت الحميّة ُ واستبيح الجارُ
مـا هـاشم ان كـنت تـسأل هـاشم … بَـعد الـحسين ولا نزار نزار
ألـقـت أكـفّـهُم الـصـفاحَ وإنّـمـا … بـشـبا الـصـوارِم تُــدرك الأوتـار
أبـني لِـويّ والـشماتة ُ أن يُـرى … دمـكم لـدى الطلقاء وهو جبار
لا عــذر أو تـأتـي رِعــالُ خُـيـولِكم … عـنـها تـضـيق فـدافدٌ وقـفار
مـستنهضين إلـى الـوغى أبـناءَها … عـجلا مـخافة أن يفوت الثار
يـتـسابقون إلــى الـكـفاح ثـيـابهم … فـيـها وعـمتهم قـناً وشـفار
مـتـنافسين عـلـى الـمـنيّة بـينهم … فـكأَنما هـي غـادة ٌ مـعطار
حـيث الـنهارُ مـن القتام دُجنّة ٌ … ودجى القتام من السيوف نهار
والـخيل دامـية ُ الـصدورِ عوابسٌ … والأرض من فيض النجيع غمار
أتـوانـيـاً ولــكـم بـأشـواط الـعـلى … دون الأنــام الــورد والأصــدار
هـذي أُميّة ُ لاسرى في قُطرِها … غضُّ النسيم ولا استهلَّ قَطار
لـبـست بـما صـنعت ثـيابَ خِـزاية ٍ … سـوداً نـولى صـبغهن الـعار
أضـحـت بـرغـم أنـوفـكم مـابـينها … بـنـسائكم تـتـقاذفُ الأمـصارُ
شَـهدت قـفار الـبيد أنَّ دمـوعها … مـنها الـقفار عدون وهي بحار
مــن كــلّ بـاكـية تـجـاوب مـثـلَها … نـوحـاً بـقلب الـدين مـنه أوار
حُـمِـلَت عـلـى الأكــوار بـعد خـدورها … ألـله مـاذا تـحمل الأكـوار
ومــروعـة تــدعـو وحــافـل دمـعـهـا … مـابـين أجــواز الـفـلا تـيـار
أمـجشما أنـضاء أغـياب الـسرى … هـيماء تـمنع قـطعها الأخـطار
مـرهـوبة الـجـنبات قـائمة الـضحى … ويـشوقها الأنـجاد والأغـوارُ
أبـداً يـموج مـع الـسراب شـجاعها … مـن حر ما يقد النقا المنهار
تـهوي سـباع الـطير حـين تـجوزها … وتـى ومـا لـلسيد فيها غار
يـطـوي مـخـارم بـيـدها بـمـصاعب … لـلريح دون ذمـيلها إحـسار
مـن كـل تـريح بـعقر دار لـم غـلمة … يسري لِواءُ العزّ أنّى ساروا
سـمـة الـعبيد مـن الـخشوع عـليهم … لـله ان ضـمتهم الأسـحار
وإذا تـرجلت الـضحى شـهدت لـهم … بـيض الـقواضب أنهم أحرار
قـف نـادِ فـيهم أين من قد مُهّدت … بالعدل من سطواتها الأمصار
مـاذا الـقعود وفـي الأنـوف حـمية … تـأبى الـمذلة والـقلوب حـرار
أتـطـامنت لـلـذل هـامة عـزكم … أم مـنكم الأيـدي الـطوال قـصار
وتـظـلُّ تـدعـوا آل حــربٍ والـجوى … مـلؤ الـجوانح والـدموعُ غـزار
أطـريـدة َ الـمـختار لا تـتـبجحي … فـيـما جــرت بـوقـوعه الأَقــدار
فـلـنا وراء الـثـار أغـلـب مــدرك … مــا حــالَ دون مـنـاله الـمقدارُ
أســد تــرد الـمـوت دهـشـة بـأسـه … ولــه بـأرواح الـكُماة عِـثار
صـلّى الإلـه عـليهِ مـن مـتحجّب … بـالغيب تـرقب عـدله الأقـطار