أتـقـعـد مــوتـورا بـرأيـك حـازم...وفـي يــدك الـعـليا مــن الـسـيف قـائـم
وتـصبر حـيث الـصبر يـقضي إلـى الردى...كأنك قد سالمت من لا يسالم
وتـقـضي ومــا تــدري جـفونك مـا لكرى...سواهر مـن وجـد وحـربك قـائم
عـلى نـكد قـد طـال عـيشك والـعدى...لهم أي عيش طيب الطعم ناعم
شفت غيضها منكم فديت إلى متى...على الجور منهم أنت للغيظ كاظم
مـتـى تـمـلأ الـدنـيا بـهـاء وبـهـجة...وعدلا ولا يـبقى عـلى الأرض ظـالم
وتـنـشر مـا تـطوي عـلى الـنصر رايـة...إذا خـفقت كـالطير فـر الـمخاصم
وتـــدرك ثـــارات لــكـم مــن أمـيـة...بها لـبـست ثــوب الـمـذلة هـاشـم
أتـنسون إذ سـامتكم مـا يـسوؤكم...وما سـاءكم مـن قبلها الضيم سائم
وجــارت عـلـيكم وارتـقـت مــن عـلاكـم...رفيع مـقـام لـم تـنله الـسلالم
وأنـتم حـماة الـجار مـن كـل طـارق...بلى ومـلوك الـعدل أن جـار حـاسم
فـلـله يــوم الـطـف لا غــرو بـعـده...مدى ومـلوك الـعدل إن جـار حـاسم
فـكـم مــن قـصـور فـيـه لـلبغي شـيدت...وثلث عـروش لـلهدى ودعـائم
غــداة أبــي الـضـيم جـهـز لـلـوغى...كراما إلـيـها الـدهر تـنمي الـمكارم
فـما حـاتم فـي بـحرها غـير قـطرة...وإن أخـجل الـسحب الـهواطل حاتم
ومــا عـامر كـبش الـكتائب إذ سـرى...ومن خـلفه سـمر الـقنا والـصوارم
لــدى بـأسـهم إلا كـكـبش سـوائـم...وأنى تـسـاوى بـالـليوث الـسـوائم
كــؤوس الأذى فــي الـعـز تـعـذب مـشربا...لها ولـها طـعما تـلذ الـعلاقم
بــدور هــدى قــد لاح فــي صـفحاتها...من الـنور وسـم لـلهدى وعـلائم
هـم الأسـد لا بـل أقـدموا وتـزاحموا...على الـموت فـي يوم تعز الضراغم
فـتـحـسبه الـلـيـل الـبـهـيم وإنـمـا...مـن الـنـقـع فــيـه عــارض مـتـراكم
وأوجـهـهـم زهــر الـبـحور وبـيـضهم...صواعق حـتـف والـرعـود الـهـماهم
فـصـالـوا وجــالـوا واسـتـطالوا وأدركـوا...بـبيض الـبـا مــا قـدرتـه الـعـزائم
لــقـد ثـبـتـوا لــكـن جــبـالا رواسـيـا...وطـارت قـلـوب لـلـعدى وجـمـاجم
ولـــولا قــضـاء الله يـمـسـك عـزمـهم...أبادوهم أو يـسـلموا أو يـسـالموا
ولـكـن أجـابـوا داعــي الله سـجـدا...وصاروا إلــى دار بـهـا الـعيش نـاعم
وخـروا عـلى وجـه الـثرى سغب الحشا...وأجسادهم للمرهفات مطاعم
عـطـاشى يـبـل الأرض فـيـض دمـائهم...وقد يـبست أكـبادها والـغلاصم
يـعـفر مـنـها رائــح أريــح أوجـهـا...بها يـنـجلي لـيـل الـدجـى والـعـضائم
وأضـحى فـريداً فـي الـجموع شـمردل...بصارمه الـوهاج تـطفى الملاحم
وحـيـدا وقــد ســد الـفـضا حـرب حـربه...وليس لـه إلا الـحسام مـسالم
فـحي الـقنا طـلق الـمحيا وعـانق ال...ضـبا وغـدت تبكي دما وهو باسم
فـلـلسمر فــي الأحـشاء مـنه مـراشف...وفي وجـهه لـلمرهفات مـلائم
وروى الـضبا مـن جـسمه وهـو عـاطش...وأطعمها مـن لـحمه وهو صائم
فـفـل وشــد الـجـيش عـنـه ووجـهـه...صبيح ووجــه الـكون أسـود قـاتم
وأغـمد فـي الـهامات عـضبا مـهندا...هو الـموت ما منه سوى الله عاصم
شـديد الـقوى مـا روعـت عـزمه الـهدى...وقد رهنت منه القوى والعزائم
وضـــاق بــأعـداده الـفـضـاء وصـدره...رحـيبا وجـرحـا أوسـعـته اللهاضــم
يــصـول وتـنـثـال الـخـيـول ولـــم يـزل...يـكر ومــن رعــب يـفـر الـمـزاحم
إلـــى أن هـــوى تـحـت الـحـتوف وتـحـته...مهار فـخـار وطـأتـه الـمـكارم
هــوى لـلـثرى ســر الـوجـود بـأسـره...فواعجبا أن لـيس تـفنى الـعوالم
ورضـت ضـلوع مـنه تـطوى عـلى الـطوى...وصدر لأسـرار الـمهيمن كاتم
لـيـبـقى ثـلاثـا عـاريـا ومــن الـعـلى...عليه بــرود لــم تـشـبها الـذمـائم
وتـسـبي نـسـاه حـسـرا فـكـأنما...من الـتـرك بـيـن الـمـسلمين غـنائم
تـساق عـلى عـجف ولم تعرف السرى...فيهوين مهما ملن منها القوائم
فــأيـن أبـــاة الـضـيـم عـــن فـتـياتها...وقد ولـيـتهن الأعــادي الـغـواشم
تــجـاذبـهـا أبـــرارهــا وحـلـيـهـا...فـتحمر مــنــهـا بــالـدمـاء الـمـعـاصـم
كــرائـم ذلـــت بــعـد فــقـد حـمـاتـها...وأفضع خــطـب أن تــذل الـكـرائم
فـتبكي وتـبدي الـنوح لا مـسعد لـها...وتعجز عـن إسـعاد هذي الحمائم
ومــن عـجـب يـبـكي الـصـفا رحـمـة لـها...وليس لـها بـين الـبرية راحـم