رمتها سهام الدهر
سَـقَاكَ الْـحَيَا الْـهَطَّال يَـا مَـعْهَدَ الْإِلْـفِ...وَيَا جَـنَّةَ الْفِرْدَوْس دَانِيَةَ الْقَطفِ
أيــا مـنـزلَ الأحـبابِ مـالكَ مـوحشاً...بزهرتكَ الأريـاحُ أودتْ بـما تـسفي
تَـعـفـيتَ يـــا ربـــعَ الأحـبـةِ بـعـدَهمْ...فذكرتني قَـبـر الـبـتولةِ إذْ عـفَـي
رمـتْها سـهامُ الدهرِ وهيَ صوائبٌ...بشجوٍ إلى أنْ جُرّعتْ غصصَ الحتفِ
شـجاها فـراقُ المصطفى واحتقارُها...لدى كلِّ رجس من صحابته جلف
لـقدْ بـالغوا فـي هـضمِها وتحالفوا...عليها وخانوا الله في محكمِ الصحفِ
فـآبـتْ وزنــدُ الـغـيظِ يـقـدح فــي الـحشا...تعثرُ بـالأذيالِ مـثنية الـعطفِ
وجـاءتْ إلـى الـكرارِ تشكو اهتضامَها...ومدتْ إليهِ الطرفَ خاشعةَ الطرفِ
أبـا حـسنٍ يـا راسـخً الـعلمِ والـحجى...إذا فرّت الأبطال رعباً من الزحفِ
ويـا واحـداً أفـنى الـجموعَ ولمْ يزلْ...بصيحتِهِ في الروع يأتي على الألفِ
أراكً تـرانـي وابـن تـيمٍ وصـحبَهُ...يسومونني مـا لا أُطـيقُ مـن الـخسفِ
ويلطمُ وجهي نصبَ عينيكَ ناصبُ...العداوةِ لي بالضربِ منّي يستشفي
فـتغضيْ ولا تُـنضي حـسامَكَ آخـذاً...بحقي ومنهُ اليومَ قدْ صفرتْ كفّي
لـمنْ أشـتكي إلاّ إلـيكَ وَمَـنْ بـهِ...ألوذُ وهـلْ لـي بـعدَ بـيتكَ مـنْ كـهفِ
وقـدْ أضـرموا الـنيرانَ فـيهِ وأسـقطوا...جنيني فـوا ويـلاهُ منهمْ ويا لهفي
ومــا بـرحـتْ مـهضومةً ذاتَ عـلةٍ إلـى...تأرقُها الـبلوى وظـالمها مُـغفي
أنْ قـضتْ مـكسورةَ الـضلعْ مـسقطاً...جنينٌ لـها بـالضربِ مسودّة الكتفِ