أهاجتْك من ذي النخيلِ الديارُ...فهمَّتْ وشبَّتْ بأحشاك نارُ
أم البرقُ أَومضَ من بارقٍ...فبادرن منك الدموعُ الغِزار
أراك وقد غالبتْكَ الدموعُ...لها من مذاب حشاك انهمار
لعلك ممن شجتْه الديارُ...عَداك الحجازُ شجتْك الديار
فدعها ولا تكُ ذا مهجةٍ...أهاجت جواها الرسوم الدِثار
وقمْ باكيا مَن بكته السماءُ...وأظلم حزنا عليه النهار
غداة غدى ثاويا بالعَرى...يُكفِّنُه العِثْيَرُ المستثار
أيا ثاويا وزّعت شِلوَه...عوادي المِهار عُقِرْنَ المـِهار
لها الويلُ هل عَلمت في المـَغارِ...على صدره أيُّ صدرٍ يُغار
فوا لهفةَ الدينِ حتى الخيولُ...لها يا ابنَ طه عليك مَغار
وأعظمُ مَفجَعةٍ في الطفوف...لها في حنايا ضلوعي أَوار
ركوبُ بناتِك فوقَ الصِعابِ...اُسارى تَقاذفُ فيها القِفار
حواسرَ ليس عن الناظرين...لهنّ بغير الأكفِّ استتارِ