بكيتُ على ربعِكمْ قاحلا...فأخصبَ من أدمعي ممرعا
فلا النومُ خالطَ لي ناظرا...ولا اللومُ قد خاضَ لي مسمعا
جزِعتُ ولولا الذي قد أصاب...بني الوحي ما كدتُ أن أجزعا
بيوم به ضاع عهدُ النبيِّ...وخانت أميةُ ما استُودِعا
غداةَ أبو الفضلِ لفَّ الصفوفَ...وفلَّ الضبا والقنا المشرَعا
رعى بالوفاءِ عهودَ الاخاءِ...رعى اللهُ ذمةَ موفٍ رعى
وحولَ الشريعةِ تحمي الفراتَ...جموعٌ قضى البغيُ أن تُجمعا
فجنَّبَ وردَ المعينِ الذي...به غُلةُ السبطِ لن تُنقعا
وآبَ ولم يُروَ من جزعةٍ...وجرَّعهُ الحتفُ ما جُرِّعا
فخرَّ على ضفةِ العلقميِّ...صريعا فأعظِمْ به مصرعا
قطيعَ اليمينِ عفيرَ الجبينِ...تشُقُّ النصالُ له مضجعا
وإن أنسَ لا أنسى أمَ البنين...وقد فقدت وِلدها أجمعا
تنوحُ عليهم بوادي البقيعْ...فيُذري (الطريدُ)(1) لها أدمُعا
ولم تَسْلُ من فقدت واحداً...فما حالُ من فقدت أربعا
(1) - هو مروان بن الحكم، قيل كان يبكي إذا سمعها تندب الحسين وبنيها في البقيع.