يا واحدا للشُهب من عزماتِه...تَسري لديه كتيبةٌ شهباءُ
ضاقت بها سعةُ الفضاءِ على العدى...فتيقنوا ما بالنجاة رجاءُ
فغدت رؤوسُهُمُ تخرُّ أمامَهم...فوق الثرى وجسومُهنَّ وراءُ
تَسَعُ السيوفُ رقابَهم ضربا وبا...لأجسام منهم ضاقتِ البيداءُ
ما زال يُفنيهم إلى أن كاد أنْ...يأتي على الإيجاد منه فناءُ
لكنما طلب الإلهُ لقاءَه...وجرى بما قد شاء فيه قضاءُ
فهوى على غبرائها فتضعضعت...لِهُويِّه الغبراءُ والخضراءُ
وعلا السنان برأسه فالصعدة...السمراء فيها الطلعة الغراءُ
ومكفن وثيابه قُصُدُ القَنا...ومغسَّلٌ وله المياهُ دماءُ
ظامِ تفطّر قلبُه ظمأً وبا...لحملات منه ترتوي الغبراءُ
وا لهفَ قلبي يا ابنَ بنتِ محمد...لك والعدى بك أدركوا ما شاءوا
فلخيلِها أجسامُكم ولنبلِها...أكبادُكم ولقُضْبِها الأعضاءُ
يا ابن النبيِّ أقول فيك معزّبا...نفسا وعزَّ على الثَكول عزاءُ
ما غضَّ من علياكَ سوءُ صنيعِهم...شراف وإن عَظُمَ الذي قد جاءوا
إنْ تُمسِ مغبرَّ الجبينِ معفَّرا...فعليك من نور النبيِّ بهاءُ
أو تبقَ فوق الأرضِ غيرَ مغسَّلٍ...فلك البسيطان الثرى والماءُ
فلو أن أحمد قد رآك على الثرى...لفُرشن منه لجسمِك الأحشاءُ
او بالطفوف رأت ظَماك سقتْك من...ماء المدامعِ أمُّك الزهراءُ
ياليت لا عَذُبَ الفراتُ لوارد...وقلوبُ أبناءِ النبيِّ ظِماءُ