مسلم بن عقيل ع
يا ربي المحمــود فــي فعــالـه...صــل عـلــى محمـد وآلــه
وصـل بالإشـراق والأصـيـــل...علـى الإمــام مـن بني عقيــل
أول فــاد فــاز بـالشــهــادة...وحــاز أقصــى رتب الشهـادة
أول رافــع لـرايـــة الهــدى...خص بفضل السبـق بين الشهــدا
درة تــاج الفـضـل والكـرامــة...قــرة عيـن المجـد والشهـامـة
غـرة وجــه الدهـر في السعـادة...فـإنــه فاتحــة السـعـــادة
كفــاه فـخــرا منصب السفـارة...وهو دليــل القـدس والطهــارة
كفـاه فخــرا شــرف الرسالــة...عـن معــدة العـزة والجـلالـة
وهـو أخ ابــن عمـه المظلــوم...نائبـه الخـاص علـى العمــوم
وعينــه كانـت بـه قريــرة...حيث رآه نافــذ البصـيــرة
لسانه الداعـي الـى الصــواب...بمحـكــم السنــة والكتـاب
منطقـه الناطــق بالحقـائــق...فهو ممثل الكتــاب الناطــق
له من العلــوم مـا يليــق به...بمقتضى رتبتــه ومنصبــه
يمينه في القبض والبسـط معــا...فمـا أجــل شأنـه وأرفعــا
فارس عدنــان وليـث غابهــا...وسيفها الصقيـل في حرابهــا
بل هو سيف السبط سيـف الباري...وليث غاب عتــرة المختــار
أشـرق كوفـان بنــور ربهــا...مذحل فيهــا رب أرباب النهى
بايعــه مـن أهلهــا ألــوف...والغدر منهم شائـع معــروف
ثباتــه مـن بعــد غدر الغدرة...ثبـات عمه أميــر البــررة
بل هو فـي وحدتـه وغربتــه...كعمه فـي بأســه وسطوتــه
لــه مـن الشهامــة الشمــاء...ما جاز حد المــدح والثنــاء
أيامــه مشـهــودة معروفــة...يعرفها أبطال أهــل الكوفــة
كم فـارس غـدا فريســة الأسد...كم بطل فــارق روح الجسـد
وكم كمـي حد سيفــه قضــى...على حياته كمحتــوم القضــا
وكــم شجــاع ذهبت قــواه...وذاب قـلــبــــه إذا رآه
شد عليهم شدة الليــث الحـرب...قرت عيـون آل عبدالمطلــب
بل عيــن عمــه العلـي قدرا...إذ هو بالبارق أحيى « بــدرا »
ذكر يوم « خيبــر وخنــدق »...بصولـة تبيـد كــل فيلــق
تكاثروا عليـه وهــو واحــد...لا ناصــر لـه ولا مساعــد
رموه بالنــار مـن السطــوح...لروحــه الفــداء كـل روح
حتــى إذا أثخــن بالجــراح...واشتـد ضعفــه عن الكفــاح
لم يظفــروا عليــه بالقتــال...فاتخـذوا طريــق الإحتيــال
فساقه القضا إلـى « الحفيــرة »...أو ذروة القــدس من الحظيـرة
أصبح « مسلم » أسيـر الكفــرة...تعسا وبؤسـا للئــام الغــدرة
كـان أميــرا فغــدا اسيــرا...كذاك شأن الدهـر أن يجــورا
أدخل مكتوفا علــي ابن العاهرة...عذّبــه الله بنــار الآخــرة
أسمعــه سبا وشتما فاحشـا...رماه باطلا بما يدمي الحشــا
وما اشتفى من مسلم بما لقـي...حتى اشتفى منه بضرب العنق
وبعده رماه من أعـلا البنــا...فانكسرت عظامـه وأحزنــا
وشد رجـلاه ورجلا هانــي...بالحبــل يا للـذل والهـوان
فأصبحـا ملعبــة الأطفـال...بالسحب في الأسواق بالحبـال
فلْتبكه عين السمـا دمـا فمـا...أجل رزء « مسلم » وأعظمـا
وقد بكاه السبط حينمـا نعـي...إليه « مسلـم » بقلب موجـع
فارتجت الأرجـاء بالبكــاء...على عميد الملـة البيضــاء
واهتزّ عرش الملك الجليــل...على فقيد الشرف الأصيــل
وناحـت العقــول والأرواح...لما استحلّـوا منه واستباحـوا
صُبّت دموع خاتـم النبــوة...على فقيــد المجد والفتــوة
بكــاه عمه علـى مصابـه...وحق أن يبكــي دما لمـا به
بكـى على غربته آل العبــا...وكيـف لا وهو غريب الغربا
ناحت عليه أهل بيت العصمة...فيا لهـا من ثلمــة ملمــة