أرى الصبرَ يَفنى والهمومُ تزيدُ...وجسميَ يَبلى والسُقامُ جديدُ
وذكَّرني بالحزن والنوحِ والبكا...غريبٌ باكتافِ الطفوفِ فريدُ
يودِّع أهليه وَداع مفارقٍ...لهم أبدَ الأيامِ ليس يعودُ
كأني بمولايَ الحسينِ وصحبهِ...كأنّهم تحت الوطيسِ اُسودُ
عُطاشى على شاطي الفراتِ فمالَهم...سبيلٌ إلى قُربِ المياه ورودُ
لقد صبروا لا ضيَّع اللهُ صبرَهم...إلى أن قُتِّلوا من حولِه واُبيدوا
وقد خرَّ مولايَ الحسينُ مجدَّلا...قتيلا عفيرا في التراب وحيدُ
وأقبل شمرُ الرجسِ واحتزَّ رأسَه...بقلبٍ مشومٍ فارقتْه سُعودُ
وساقوا السبايا من بناتِ محمدٍ...يسوقُهمُ قاسي الفؤادِ عنيدُ
وفاطمةُ الصغرى تقول لأختِها...وقد كضَّها جُهدٌ هناك جَهيدُ
أيا أختُ قد ذابتْ من السير مهجتي...سَلِي سائقَ الأضعانِ أينَ يريدُ
تنادي وقد أبدتْ من الثَكل صبرَها...بصوتٍ تكادُ الأرضُ منه تَميدُ
بكى رحمةً لي حاسدي ومعاندي...فيا سوءَ حالي إذ بكاء حسودُ