ألا إنَّ خطبا هائلا جل وقعُه...له تنثني الأيامُ وهي غياهبُ
بافلاذ قلبِ المصطفى قد تنشَّبتْ...مخالبُه والمدمياتُ المخالبُ
وقارع سبطُ المصطفى في صروفِه...وإقراعُ خَطِّيِّ الخطوب غوالبُ
عشيةَ جاءته يغصُّ بها الفضا...عصائبُ غدرٍ تقتفيها عصائبُ
فشمَّر للحرب الزبونِ طليقةً...نواجذه كالليثِ والليثُ غاضبُ
تحوط به فتيانُ صدقٍ تشوقُهم...حِسانُ المعالي لا الحِسانُ الكواعبُ
تتابعُ في الضرب الطِعانَ فلا تَرى...سوى طاعنٍ يقفوه في الطعن ضاربُ
إلى أنْ قضَوا حقَّ المعالي وشُيِّدَتْ...لهم في ذُرى سامي الثناءِ مضاربُ
وإن أنسَ لا أنسى عقائلَ أحمدٍ...وقد نَهبَت أحشاءَهن النوائبُ
تُقادُ برغم المجدِ أسرى حواسرا...وتطوي بها أدَمَ الفلاةِ النجائبُ
تحُنُّ حنينَ النيبِ وهي ثواكل...تُنازعُ منهن القلوبَ المصائبُ
وما بينها مقروحةُ القلبِ زينبٌ...تنادي وما غيرُ السياطِ مجاوبُ
وتدعو فتشجي الضمَّ زينبُ حسرةً...بسافح دمعٍ منه تُروى السحائبُ
أيا ثاويا لم تُرْوَ غُلَّةُ صدرِه...وقد نَهَلَتْ منه القنا والقواضبُ
أبعدك اجفاني يُمرُّ بها الكرى...ويهنأُ لي عيش وتصفو مشاربُ