مـن ذا يقدّمُ لي الجوادَ ولامتي...والـصَّحْبُ صرعى والنصيرُ قليلُ
فـأتتهُ زينبُ بالجوادِ تقودُهُ...والـدّمـعُ من ذكرِ الفراقِ يسيلُ
وتـقـولُ قد قطّعتَ قلبي يا أخي...حُـزنـاً فياليتَ الجبالَ تزولُ
فـلمن تنادي والحماةُ على الثرى...صـرعـى ومنهم لا يُبلُّ غليلُ
مـا فـي الخيامِ وقد تفانى أهلُها...إلاّ نـسـاءٌ ولَّهٌ وعليلُ
أرأيـتَ أخـتاً قدّمت لشقيقها...فـرسَ الـمنونِ ولا حمىً وكفيلُ
فـتـبادرت منه الدّموعُ وقال يا...أخـتـاهُ صبراً فالمصابُ جليلُ
فـبـكت وقالت يابن أمّي ليس لي...وعـليكَ ما الصّبرُ الجميلُ جميلُ
يـا نـورَ عيني يا حُشاشةَ مهجتي...مـن للنساءِ الضّائعاتِ دليلُ
ورنـت إلـى نحوِ الخيامِ بعولةٍ...عـظمى تصبُّ الدّمعَ وهي تقولُ
قـومـوا إلى التوديعِ إنّ أخي...دعا بـجوادِهِ إنّ الفراقَ طويلُ
فـخـرجنَ ربّاتُ الخدورِ عواثراً...وغـدا لها حولَ الحسينِ عويلُ
الـلَّـه ما حالُ العليلِ وقد رأى...تـلـكَ المدامعَ للوداعِ تسيلُ
فـيـقومُ طوراً ثمّ يكبو تارةً...وعـراهُ مـن ذكرِ الوداعِ نحولُ
فـغـدا ينادي والدّموعُ بوادرٌ...هـل لـلوصولِ إلى الحسينِ سبيلُ
هـذا أبيُّ الضّيم ينعى نفسَه...يا ليتني دونَ الأبيِّ قتيلُ