وَكَانَتْ لَحْظَةً فِي الْطَّفِّ أُخْرَى...بِهَا اِظْلَمَّ الْمَدَى كَالْلَّيْلِ ظُهْرًا
سَرَى فِيهَا دَمٌ أَبَكَى الْمَعَالِي...فَيَا سُبْحَانَ مَنْ بِالدَّمِ أَسْرَى
يَمْيَلُ الْمُهْرُ أَمْ زَلْزَلْتَ عَرَشَه...أَيَا مَنْ اِسْمُهُ قَدْ زَانَ نَقْشَه
أَتَاكَ الْعَرْشُ كَيْ تَهْوِي عَلَيهِ...وَمَدَّ اللَّهُ مِنْ عَلْيَاهُ فَرْشَه
شَغَلْتَ الْمَوْتَ أَمْ يَخْشَاكَ جُبْنَا...دِمَاء خَدَّيْكَ قَدْ زَادَتْكَ حُسْنَا
جَرَتْ فِي مَائَةٍ إِسْمَاً فَإِسْمَا...هِيَ الْحُسْنَى غَدَتْ تَنْعَاكَ حُزْنَا
رَفَعْتَ الخُذْلا مَوَّلَاكَ نَزْفَا...تَمُدُّ إِلَيْهِ كَيْ تَلْقَاهُ كَفَّا
فَجَاءَ الرَّبُّ لَمْ يَرْدُدْكَ حَاشَا...وَأَمْلَاكُ السَّمَاء صَفًّا فَصَفَّا
تَرَكْتُ الْخَلْقَ قَدْ خَاطَبْتَ رَبَّك...كَمَا أَحَبَّبَتْهُ حَتْمًا أَحَبَّك
كَهَذَا الْحُبِّ لَمْ نَعْرِفْ مَثِيلَا...إِلَى الْمَحْبُوبِ قَدْ أَخَرَجْتَ قَلْبَك
هُنَا لَاَهُوتُهُ لَبَّاكَ أَرْضَا...فَمَادَتْ كَرْبَلاءُ طُولًا وَعَرْضَا
يُدَوِّي صَوْتُهُ وَالنَّحْرُ يَجْرِي...حُسِينَ اللَّهِ خُذْ لِتَرْضَى
وَصَلْتَ الْقَابَ فِي شَوْقِ التَّلَاقِي...تُهِيبُ الْمَوْتَ مِنْ حَرِّ التَّرَاقِي
تَلْقَاكَ الرِّضَا فَعُدّ مُطْمَئِنًّا...فَغَيْرُ اللَّهِ مَنْ بِالرّوحِ رَاقِي
تَلَتْكَ الْعَشْرُ يَا مَوْلَايَّ فَجْرَا...جَرَى الأكسِيرُ فِي جُرْفَيْهِ نَهْرَا
فَمَا مِنْ لَحْظَةٍ إلا وَكَانَتْ...وَكَانَتْ لَحْظَةً فِي الْطَّفِّ أُخْرَى