حطوا النعش يحسين لا تشيلونه...خلوا اطفاله ونسوته يودعونه
فرّت تنادي من الحزن مندهشه...ريّض لاتستعجل يخويه بنعشه
خلاني ابن امي العزيز بوحشه...طول العمر لجله لظل محزونه
باكر علينا ابن الدعي ولآمه...يتشمت و ينشر علينا اعلامه
يعيّد الفجعتنا و تعيّد شامه...وموتة اخويه الحسن تشفي ظغونه
قلها الشهيد ودمع عينه جاري...شبيدي يزينب و المحتم جاري
هذا الذي قدّر علينا الباري...لا تطلعي من الخدر يا محزونه
وصّل بخيّه القبر جدّه الهادي...وروَّحت بعض الأمهات تنادي
طلعوا بجنازتكم مزعتوا افّادي...عدوان ليّه و بيتي تدشونه
ياولاد حيدر ما دريتوا بيّه...دايم عليكم بالظغن ممليّه
وشقصدكم يحسين من هالجيّه...عند النبي هيهات ما تدفنونه
طلعوا أخوكم بالعجل من داري...والا أخذت اليوم منكم ثاري
وعبّاس يزبد مثل ليث الضاري...ينادي يخويه حسين لا تْطلعونه
قلها السبط ردي بجيشك عنّا...تدرين ضرب السيف له نتمنّى
لولا الوصيّه كان شفتي منّا...صولات ابونا وحرب يعمر كونه
نوبٍ يحن و نوبٍ يحاجيها...و نوبٍ تخنقه عبرته و يخفيها
و جنازة المسموم صارت بيها...سبعين نبله واخوته يشوفونه
يشوفون نعشه والدمع يتجارى...وحسين شبّت بالجوانح ناره
و اما أبو فاضل جذب بتّاره...وظل يرتعد والغيظ غيّر لونه