قوّض أبوالهادي ظعونه من المدينه...بغداد قصده و ودّع عياله و بنينه
ودّع عياله وقبر جدّه ومدمعه يسيل...ومرّغ خدوده عْلَى القبر ويصيح بالويل
عنّك يَبو ابراهيم لازم قوّه انشيل...دوم الدّهر يا مصطفى جاير علينه
ودّع الهادي وقال هذا الخلف بعدي...هذا الامام اللّي يشيّد شرع جدّي
وحده يظل واللي عليه يزيد وجدي...للسّادسه يا حيف ما بلغن سنينه
سافر عن اوطانه ملاذ الهاشميّين...خلّى المدينه اتموج جنها سفرة حسين
يمشي وعلى راسه يحوّم طاير البين...مجبور و العدوان قوّه جالبينه
بس ما وصل بغداد عدوانه تباريه...اسهام المنيّه بالسموم اتوجّهت ليه
بالسّم قضى ونالت مطالبها أعاديه...مرمي ثلاث على السّطح مَيقاربونه
مات الطّهر واخفوا على الشّيعه اخباره...و يدرون محّد ينتغر يطلب ابثاره
ظل بالعرا والنّاس كلها في انتظاره...و المسك لَذفر فاح من نسل الأمينه
و نادى لمنادي والخلق فرّت بلا شعور...و بغداد من كثر الصّوايح رادت اتمور
شالوا سريره ابن الرّسول بْلَطُم لصْدور...عِدْ جدّه الكاظم ابضجّه امشيّعينه
شالوا الجنازه وشيعته ضجّت الصّوبين...وفرّت رجاجيل ونسا تصفج الجفّين
راح الجواد و راح سور الهاشميّين...بديار غربه وكل هله ما يحضرونه
والقبر مطروح الجسر جابوا حفيده...خلّوه يمّه و صارت الضّجّه شديده
الهادي إجاه و نزّله بالقبر بيده...اُو وراى أبوه ابحفرته وردّ المدينه