طرِبَ الكونُ منَ البُشرِ وقد عّمَ السرور
وغدا القُمريُ يشدو في ابتسامٍ للزهور
وتهانت ساجعاتٌ في ذرى الأيكِ الطيور
لم ذا البُشــرِ؟ وما هذا التهانـي ؟
لستُ أدري
***
تلعبُ الريحُ وفيها الدوحُ قامت راقصات
وبها الأوراقُ تزهو بالأكّفِ الصافِقات
ضارباً سجعَ هزارِ الغصنِ أوتارَ الحياة
مَمَ هذي الدوحُ أضحت راقصاتٍ؟
لستُ أدري
***
قمتُ أستكشفُ عنهُ سائلاً هذا وذاك
فرأيتُ الكلَ مثلي في اضطرابٍ وارتباك
وإذا الآراءُ طراً في اصطدامٍ واصطكاك
وأخيراً عَمّها العجزُ فقالت:
لستُ أدري
***
وإذا نبهتني عاطفةُ الحُبِ الدفين
وتظننتُ وظنَ الألمعي غيرَ اليقين
إنهُ ميلادُ مولانا أميرُ المؤمنين
فدعِ الجاهلَ والقولُ بأنــــــي
لستُ أدري
***
لم يكن في كعبةِ الرحمنُ مولودٌ سواه
إذ تعالى في البرايا عن مثيلٍ في عُلاه
وتولى ذكرهُ في محكمِ الذكرِ الإله
أيقولُ الغيرُ فيهِ بعد هذا ؟
لستُ أدري
***
أقبلت فاطمةً حاملةً خيرَ جنين
جاءَ مخلوقاً بنورِ القُدسِ لا الماءَ المهين
وتردّى منظرُ اللاهوتِ بينَ العالمين
كيفَ قد أودعَ في جنبٍ وصدرٍ؟
لستُ أدري
***
كيفَ أدري وهو سِرٌ فيهِ قد حارَ العقول
حادثٌ في اليومِ لكن لم يزل أصلُ الأصول
مظهرٌ للهِ لكن لا اتحادٍ لا حلول
غايةُ الاداركِ أن أدري بأني
لستُ أدري
***
ولد الطهرُ " علياً " من تسامى في عُلاه؟
فاهتدى فيهِ فريقٌ وفريقٌ فيهِ تاه
ضلَّ أقوامٌ فظنوا: إنهُ حقاً إله
أم جنونُ العشقِ هذا لا يُجازى؟
لستُ أدري