أضف الموضوع
الشاعر المرحوم الشيخ حسن الدمستاني - 03/12/2009م - 2:04 م | عدد القراء: 35799
أحـرم الـحـجـاج عـن لـذاتـهـم بعض الشهور ***** وأنا المحرم عن لذاته كل الدهور كـيـف لا احـرم دأبـاً نـاحراً هدي السرور***** وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حـق لـلـشـارب مـن زمـزم حـب الـمصطفى ***** أن يرى حق بنيه حرماً معتكفا ويـواسـيـهـم والا حـاد عـن باب الصفا ***** وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فـمـن الـواجـب عـيـناً لبس سربال الأسى ***** واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا واشـتـعـال الـقـلـب أحزانا تذيب الأنفسا ***** وقليل تتلف الأرواح في رزء الحسين
لـسـت انـسـاه طـريـداً عـن جـوار المصطفى ***** لائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفا قـائـلاً يـاجـد رسـم الـصـبر من قلبي عفى ***** ببلاء انقض الظهر وأوهى المنكبين
صـبـت الـدنـيـا عـلـيـنـا حاصباً من شرها ***** لم نذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها هـا أنـا مـطـرود رجـس هـائـم في بَرها ***** تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
ضـمـنـي عـنـدك يـا جـداه في هذا الضريح ***** علني ياجد من بلوى زماني استريح ضـاق بـي يـاجـد من فرط الاسى كل فسيح ***** فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
جـد صـفـو الـعيش من بعدك بالاكدار شيب ***** وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب فـعـلا مـن داخـل الـقـبـر بـكـاء ونـحيب ***** ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
انـت يـاريـحـانـة الـقـلـب حـقـيـق بالبلاء ***** انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء لـكـن الـمـاضـي قـلـيل في الذي قد أقبلا ***** فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين
سـتـذوق الـمـوت ظـلـمـاً ظـامـياً في كربلا ***** وستبقى في ثراها عافراً منجدلا وكـأنـي بـلـئـيـم الاصـل شـمراً قد علا ***** صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
وكـأنـي بـالأيـامـى مـن بـنـاتي تستغيث ***** سغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيث قـد بـرى اجـسامهن الضرب والسير الحثيث ***** بينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين
فـبـكـى قـرة عـيـن الـمـصـطفى والمرتضى ***** رحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضا بـل هـو الـقـطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا ***** مقتدى الأمة والي شرقها والمغربين
حـيـن نـبـأ آلـه الـغـر بـمـا قـال الـنـبي ***** اظلم الافق عليهم بقتام الكرب فـكـأن لـم يـسـتـبينوا مشرقاً من مغرب ***** غشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين
وسـرى بـالأهـل والـصحب بملحوب الطريق ***** يقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيق فـأتـتـه كـتـب الـكـوفـة بـالعهد الوثيق ***** نحن انصارك فاقدم سترى قرة عين
بـيـنـمـا الـسـبـط بـاهـليه مجداً في المسير ***** فاذا الهاتف ينعاهم ويدعوا ويشير ان قـدام مـطـايـاهـم مـنـايـاهم تسير ***** ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فـعـلا صـهـوة ثـان فـأبـى ان يـرحـلا ***** فدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا قـيـل هـذي كـربـلاءٌ قـال كربٌ وبلا ***** خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكرين
هـا هـنـا تُـنـتـزع الارواح مـن اجسادها ***** بظبى تعتاض بالاجساد عن اغمادها وبـهـذي تُـحـمـل الامـجـاد فـي اصـفادها ***** في وثاق الطلقاء الادعياء الوالدين
وبـهـذي تـيـأم الـزوجـات مـن ازواجـها***** وبهذي تشرب الابطال من اوداجها وتـهـاوى انـجـم الابـرار عـن ابـراجـها ***** غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
وأطـلـتـهـم جـنـود كـالـجـراد الـمنتشر***** مع شمر وابن سعد كل كذاب اشر فـاصـطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر **** واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يـحـسـبـون الـبـيـض اذ تـلـبـس فيض القلل***** بيض انس يتمايلن بحمر الحلل فـيـذوقـون الـمـنـايـا كـمـذاق العسل ***** شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين
بـأبـي انـجـم سـعـد فـي هبوط وصعود ***** طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود سـعـدت بـالـذبح والذابح من بعض السعود ***** كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
بـأبـي أقـمـار تُـمٍ خـسـفت بين الصفاح ***** وشموساً من رؤوس في بروج من رماح ونـفـوسـاً مـنـعـت ان تـرد الـمـاء الـمباح ***** جرعت كأسي اُوام وحمام قاتلين
عـنـدهـا ظـل حـسـيـن مفرداً بين الجموع ***** ينظر الآل فيذري من اماقيه الدموع فـانـتـظـى لـلـذب عـنهم مرهف الحد لموع ***** غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين
فـاتـحـاً من مجلس التوديع للأحباب باب ***** فاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صاب مـوصـي الاخـت الـتـي كـانت لها الآداب دأب ***** زينب الطهر بأمر وبنهي نافذين
أخـت يـازيـنـب أوصـيـك وصـايا فاسمعي ***** انني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي فـاصـبـري فـالـصـبـر من خيم كرام المترع ***** كل حي سينحيه عن الأحياء حين
في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميل ***** ان خير الصبر ما كان على الخطب الجليل واتـركي اللطم على الخد واعلان العويل ***** ثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين
اجـمـعـي شـمل اليتامى بعد فقدي وانظمي ***** اطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي واذكـري انـي فـي حـفـظـهـم طٌـل دمـي ***** لـيتني بينهم كالانف بين الحاجبين
أخـت آتـيـنـي بـطـفـلـي أره قـبل الفراق***** فأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراق يـتـلـوى ظـمـأ والـقـلـب منه في احتراق ***** غائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين
فـبـكـى لـمـا رآه يـتـلـظـى بالأوام ***** بدموع هاميات تخجل السحب السجام ونـحـا الـقـوم وفـي كـفـيـه ذيـاك الـغلام ***** وهما من ظمإ قلباهما كالجمرتين
فـدعـا فـي الـقـوم يـا لـلـه للخطب الفظيع ***** نبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيع لاحـظـوه فـعـلـيـه شبه الهادي الشفيع ***** لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
عـجـلـوا نـحـوي بـمـاء اسـقه هذا الغلام ***** فحشاه من أوام في اضطرام وكُلام فـاكـتـفـى الـقـوم عن القول بتكليم السهام ***** وإذا بالطفل قد خر صريعاً لليدين
فـالـتـقـى مـمـا هـمـا من منحر الطفل دما ***** ورماه صاعداً يشكوا الى رب السما ويـنـادي يـا حـكـيـم انـت خير الحكما ***** فجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
وأغـار الـسـبـط لـلـجـلـي بـمأمون العثار ***** اذ اثار الضمر العثير بالركض فثار يـحـسـب الـحـرب عـروسـاً ولـها الروس نثار ***** ذكر القوم ببدر وبأحد وحنين
بـطـل فـرد مـن الـجمع على الابطال طال ***** أسد يفترس الاسد على الآجال جال مـالـه غـيـر الـه الـعـرش فـي الاهـوال وال ***** ماسطى في فرقة الا تولت فرقتين
مـالـه فـي حـومـة الـهـيـجـاء فـي الكر شبيه ***** غير مولانا علي والفتى سر أبيه غـيـر ان الـقـوم بـالـكـثـرة كـانـوا متعبيه ***** وهو ظام شفتاه اضحتا ناشفتين
عـلـة الايـجـاد بـالـنفس على الامجاد جاد ***** ما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حاد كـم لـه فـيـهـم سنان خارق الاكباد باد ***** وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
دأبـه الـذب الـى ان شـب في القلب الأوام ***** وحكى جثمانه القنفذ من رشق السهام وتـوالـى الـضرب والطعن على الليث الهمام ***** وعراه من نزيف الدم ضعف الساعدين
فـتـدنـى الـغـادر الـبـاغي سنان بالسنان ***** طاعنا صدر امامي فهوى واهي الجنان اشـرقـت تـبـكـي عـليه اسفاً حور الجنان ***** وبكى الكرسي والعرش عليه آسفين
مـا دروا اذ خـر عـن ظـهـر الـجواد الرامح ***** أ حسين خر ام برج السماك السابح ام هـو الـبـدر وقـد حل بسعد الذابح ***** ام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
اي عـيـنـيـن بـقـان الـدمـع لا تنهرقان ***** وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان دمـه والـطـيـن فـي مـنـحـره مـخـتـلطان ***** وله قدر تعالى فوق هام الشرطين
لـهـف نـفـسـي اذ نحا اهل الفساطيط الحصان ***** ذاهلاً منفجعاً يصهل مذعور الجنان مـائـل الـسـرج عثور الخطو في فضل العنان ***** خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
ايـهـا الـمـهـر توقف لا تحم حول الخيام ***** واترك الاعوال كي لا يسمع الآل الكرام كـيـف تـسـتـقـبـلـهم تعثر في فضل اللجام ***** وهم ينتظرون الآن اقبال الحسين
مـرق الـمـهـر وجـيـعـاً عالياً منه العويل ***** يخبر النسوان ان السبط في البوغا جديل ودم الـمـنـحـر جـار خـاضـب الجسم يسيل ***** نابعاً من ثغرة النحر كما تنبع عين
خـرجـت مـذ سـمـعت زينب اعوال الجواد ***** تحسب السبط اتاها بالذي يهوى الفؤاد مـا درت ان اخـاهـا عـافـراً فـي بـطن واد ***** ودم الاوداج منه خاضباً للمنكبين
مـذ وعـت مـا لاح مـن حـال الـجواد الصاهل ***** صرخت مازقة الجيب بلب ذاهل وبـدت مـن داخـل الـخـيمات آل الفاضل ***** محرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
وغـدت كـلٌ مـن الـدهـشـة تـهوي وتقوم ***** انجم تهوي ولكن ما تهاوت لرجوم وحـقـيـق بـعد كسف الشمس ان تبدوا النجوم ***** يتسابقن الى موضع ما خر الحسين
وإذا بـالـشـمـر جـاث فـوق صـدر الـطـاهر ***** يهبر الاوداج منه بالحسام الباتر فـتـسـاقـطـن عـلـيـه بـفـؤاد طـائـر ***** بافتجاع قائلات خل ياشمر حسين
رأس مـن تـقـطـع يـاشـمـر بـهـذا الصارم ***** ليس من تفري وريديه بكبش جاثم ان ذا سـبـط الـنـبـي الـقـرشـي الـهـاشـمي ***** ابواه خير الله فذا ابن الخيرتين
ارفـع الـصـارم عـن نـحـر الامام الواهب ***** عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب كـيـف تـفـري نـحر سبط المصطفى بالقاضب ***** وهو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
كـان يـؤذيـه بـكـاه وهـو في المهد رضيع ***** بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع لـيـتـه الآن يـراه وهـو فـي الـتـرب صـريـع ***** يتلظى بظماه حافصاً بالقدمين
كـم بـه مـن مَـلـك فـي الـمـلأ الاعـلى عتيق ***** وبيمناه يسار لدم العسر يريق وعـلـى الـنـاس لـه عـهـداً مـن الله وثـيق ***** انه الحجة في الارض ومولى الملوين
مـا افـاد الـوعظ والتحذير في الرجز الرجيم ***** وانحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم وبـرى الـرأس وعـلاه عـلـى رمـح قـويـم ***** زاهراً يشرق نوراً كاسفاً للقمرين
شمس أفق الدين اضحت في كسوف بالسيوف ***** وتوارت عن عيون الناس في ارض الطفوف فـأصـاب الـشـمس والبدر كسوف وخسوف ***** لكن الافق مضيء بسنا راس الحسين
ذبـح الـشـمـر حـسـيـنا ليتني كنت وقاه ***** وغدا الاملاك تبكيه خصوصاً عتقاه مـا درى الـمـلـعون شمرٌ أي صدر قد رقاه ***** صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
فـتـك الـعـصـفـور بـالـصقر فيا للعجب ***** ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي حـيـدرٌ آجـرك الله بـعـالـي الـرتـب ***** ادرك الاعـداء فـيـه ثأر بدر وحنين
أعـيـن لـم تـجـر فـي أيـام عـاشـورا بـمـا ***** كُحلت وحياً اماقيها بأميال العما لأصـبـن اذا مـا أعـوز الـدمـع دمـا ***** لأجـودن بـدمـع العين جود الاجودين
عـجـبـاً مـمـن رسا في قلبه حب الامام ***** كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام بـل ارى نـوحـهـم يـقـصـر عن نوح الحَمام ***** أ سواءٌ فقد فرخين وفقدان الحسين
كـيـف لا يـبـكـي بـشـجو لابن بنت المصطفى ***** انه كان سراجاً للبرايا وانطفا حـق لـو فـي فـيـض دمع العين انساني طفا ***** واغتدى الجاري من العين عقيق لا لجين
أ يـزيـدٌ فـوق فـرش مـن حـريـر فـي سرير***** ثمل نشوان من خمر له الساقي يدير وحـسـيـن فـي صـخـور وسعير من هجير ***** ساغباً ضمآن يسقى من نجيع الودجين
حـطـم الـحـزن فـؤادي لـحـطـيـم بالصفا *****ولهيف القلب صاد وذبيح من قفا ولـعـار فـي وهـاد فـوقـه الـسـافـي سفا ***** صدره والظهر منه اصبحا منخسفين
ولـرأس نـاضـر الـوجـه بـرأس الـذابـل ***** ولـقـانـي فيض نحر غاسل للعاسل ولـعـان هـالـك الـنـاصر واهي الكاهل ***** وبنات المصطفى لهفي على عجف سرين
بـيـنـمـا زيـنب قرحى الجفن ولهاء ثكول ***** تذرف الدمع وفي احشائها الحزن يجول تـنـدب الـنـدب بـقـلب واجف وهي تقول ***** قد أصابتني بنور العين حسادي بعين
واذبـيـحـا مـن قـفـاه بـالـحـسـام الـبـاتر ***** واصريعا بعراه ما له من ساتر واكـسـيـرا صـلـواه بـصـلـيـب الـحافر ***** وارضيضا قدماه والقرى والمنكبين
واخـطـيـبـاه جـمـالـي وجـمـال الـمـنـبـر ***** واقـتيلاه ولكن ذنبه لم يُخبر واطـريـحـاه ثـلاثـا بـالـعـرا لـم يُـقـبر ***** واشهيداه ومن للمصطفى قرة عين
يـا أخـي قـد كـنـت تاجا للمعالي والرؤوس ***** مقريا للضيف والسيف نفيسا ونفوس كـيف اضحى جسمك السامي له الخيل تدوس ***** بعدما دست على اوج السهى بالقدمين
يـا أخـي يـا تـاج عـزي لاحـظ البيض الحداد ***** بقيت بعدك شعثاً في كِلال وحداد قـطـنـت اجـفـانـهـا فـالقلب كالقالب صاد ***** اشبه الاشياء بالقرآن بين الدفتين
حـزب حـرب ايـن انـتم من سجايا هاشم ***** اذ عفو عنكم وقد كنتم حصيد الصارم ان فـي هـذا لـسـر بـيـن لـلـفـاهـم ***** ان آثـار الـقـبيلين عصير العنصرين
جـدنـا عـامـلـكـم فـي الفتح بالصفح الجميل ***** مالكم صيرتمونا بين عان وجديل وعـلـى جـيـل قـفـوتـم اثـرهم لعن الجليل ***** وعذاب مستطيل لن يزولا خالدين
سـادتـي حـزنـي كـحـبي لكم باق مقيم ***** هبة من عند ربي وهو ذو الفضل العظيم قـد صـفا الحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم ***** واكشفوا في الحشر كربي واشفعوا للوالدين
حـسـن مـا حـسـن مـنـه سـوى حفظ الوداد ***** وولاء في براء وصفاء الاعتقاد وهـو كـاف فـي امـانـي مـن مخاويف المعاد ***** انما الخوف لمن لم يعتقد فضل الحسين
والـتـحـيـات الـوحـيات وتسليم السلام ***** لسراة الخلق في الدنيا وفي دار السلام ذائـبـات ابـد الآبـاد مـا تـم كـلام ***** او مـحـا الله ظـلامـا بـضـياء النيرين |
|