الشاعر المرحوم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - 31/10/2009م - 10:33 ص | عدد القراء: 30831
غـالـى يـسـارٌ واسـتخفَّ يمينُ .... بك يا لكهنك لا يكاد يبينُ تُـجـفـى وتُـعـبد والضغائن تغتلي .... والدهر يقسو تارةً ويلينُ وتـظـلّ أنـت كـمـا عهدتُك نغمة .... للآن لم يرقى لها تلحينُ فـرأيـت أن أرويـك مـحض رواية .... للناس لا صور ولا تلوين فـلا أنـت أروع إذ تـكـون مـجرداً .... ولقد يضر برائع تثمين ولـقد يضيق الشكل عن مضمونه .... ويضيع داخل شكله المضمون إنـي أتـيـتـك أجـتليك وأبتغي .... ورداً فعندك للعطاش معين وأغـض عـن طـرفـي أمام شوامخ .... وقع الزمان وأسهن متين وأراك أكـبـر مـن حـديث خلافة .... يستامها مروان أو هارون لـك بـالنفوس إمامةٌ فيهون لو .... عصفت بك الشورى أو التعيين فـدع الـمـعـاول تـزبـئـر قساوةً .... وضراوةً إن البناء متين *** أأبـا تـراب ولـلـتراب تفاخر .... إن كان من أمشاجه لك طين والـنـاس مـن هـذا الـتراب وكلهم .... في أصله حمأ به مسنون لـكـن مـن هذا التراب حوافر .... ومن التراب حواجب وعيون فـإذا اسـتطال بك التراب فعاذرٌ .... فلأنت من هذا التراب جبين ولـئن رجعت إلى التراب فلم تمت .... فالجذر ليس يموت وهو دفين لـكـنـه يـنـمـو ويفترع الثرى .... وترف منه براعمٌ وغصون *** بالأمس عدت وأنت أكبر ما احتوى .... وعيٌ وأضخمُ ما تخال ظنون فـسـألت ذهني عنك هل هو واهم .... فيما روى أم أن ذاك يقين وهـل الـذي ربـى أبـي ورضعت من .... أمي بكل تراثها مأمون أم أنـه بـعـد الـمدى فتضخمت .... صور وتخدع بالبعيد عيون أم أن ذلـك حـاجـة الـدنـيا إلى .... متكامل يهفو له التكوين فـطـلـبـت مـن ذهني يميط ستائراً .... لعب الغلوُّ بها أو التهوين حـتـى أنـتـهى وعيي إليك مجرداً .... ما قاده الموروث والمخزون فـإذا الـمـبـالـغ فـي علاك مقصر .... وإذا المبذر في ثناك ظنين وإذا بـك الـعـملاق دون عيانه .... ما قد روى التاريخ والتدوين وإذا الـذي لـك بـالنفوس من الصدى .... نزر وإنك بالأشد قمين *** أأبـا الـحـسـين وتلك أروع كنيةٍ .... وكلاكما بالرائعات قمين لـك فـي خيال الدهر أي رؤى لها .... يروي السَّنا ويترجم النسرين هـن الـسـوابـق شزبا وبشوطها .... ما نال منها الوهن والتوهين والـشـوط مملكة الأصيل وإنما .... يؤذي الأصائِل أن يسود هجين فـسـمـا زمـان أنـت في أبعاده .... وعلا مكان أنت فيه مكين *** آلاؤك الـبـيـضـاء طوقت الدُّنا .... فلها على ذمم الزمان ديون أفـق مـن الأبـكـار كـل نجومه .... ما فيه حتى بالتصور عون فـي الـحرب أنت المستحم من الدِّما .... والسلم أن التين والزيتون والـصـبـح أنت على المنابر نغمة .... والليل في المحراب أنت أنين تـكـسـوا وأنت قطيفةٌ مرقوعةٌ .... وتموت من جوع وأنت بطين وتـرق حـتـى قـيـل فـيك دعابة .... وتفح حتى يفزع التنين خـلـق أقـل نـعـوتـه وصـفـاته .... أن الجلال بمثله مقرون *** مـاعـدت ألـحـو في هواك متيماً .... وصفاتك البيضاء حورٌ عين فـبـحـيـث تجتمع الورود فراشة .... وبحيث ليلى يوجد المجنون وإذا سـئـلـت الـعـاشقين فعندهم .... فيما رووه مبرر موزون قـسـمـاً بـسـحر رؤاك وهي إلية .... ما مثلها فيما أخال يمين لو رمت تحرق عاشقيك لما ارعووا .... ولقد فعلت فما ارعوى المفتون وعـذرتـهـم فلذى محاريب الهوى .... صرعى ودين مغلق ورهون والـعـيـش دون العشق أو لذع الهوى .... عيش يليق بمثله التأبين ولـقـد عشقتك واحتفت بك أضلعي .... جمراً وتاه بجمره الكانون وفـداء جـمـرك إن نـفـسي عندها .... توق إلى لذعاته وسكون *** ورجـعـت أعذر شانئيك بفعلهم .... فمتى التقى المذبوح والسكين بـدر وأحـد والـهـراس وخـيـبر .... والنهروان ومثلها صفين رأس يـطـيـح بـهـا ويـندر كاهل .... ويد تجذ ويجذع العرنين هـذا رصـيـدك بـالنفوس فما ترى .... أيحبك المذبوح والمطعون ومـن الـبـداهـة والـديون ثقيلة .... في أن يقاضى دائن ومدين حـقـد إلـى حـسد وخسة معدن.... مطرت عليك وكلهن هتون رامـوا بـهـا أن يـدفـنوك فهالهم .... أن عاد سعيهم هو المدفون وتـوهـمـوا أن يـغرقوك بشتمهم .... أتخاف من غرق وأنت سفين سـتـظل تحسبك الكواكب كوكباً .... ويهز سمع الدهر منك رنين وتـعـيـش من بعد الخلود دلالةً .... في أن ما تهوى السماء يكون |