زینبٌ فوقَ النياقِ الهزلِ

أركبوها بالسياط الموجعات...وهي تبكي وتنادي بالحماة
دارتِ الطرفَ إلى شاطي الفرات...صرخَت عباسَ يا نجلَ علي

فاجاب البدرُ بالصوت الحزين...كيف احميك وقد جُذَّ اليمين
إنني فوق الثری ملقىً طعين...عاتبي الكرار خير العملِ

جلست زینب والدمع يسيل...وإذا بالصوت قد حان الرحيل
سالت الدمعة من عين العليل...وهو يدعو عمتاه احتملِ

سارت الاعداء بالضعن المهيب...معهم قد أخذوا رأس الحبيب
شیبه بالدم والترب خضیب...وبقى الجسم بحر يسطلي

بقيَّ الجسمُ طريحاً بالعراء...عارياً قد سلبوا منه الرداء
فمتی تکفینه یا کربلاء...إنه حزن البرايا المذهلِ

کربلاء مأوى جميع الأنبياء...كلهم قد نصبوا فيها العزاء
لشهيد غسله فيض الدماء...فلذا جن بها كل ولي