لــك الّـلـيلَ بـعـد الـذّاهـبين طـويـلا … ووفــدَ هـمومٍ لـم يـردن رحـيلا
ودمــعٍ إذا حـبَّستَه عـن سـبيله … يـعود هـتوناً فـى الـجفون هـطولا
فـيا لـيتَ أسـرابَ الـدموع الـتي جرتْ … أسون كليماً أو شفين غليلا
أخــالُ صـحـيحاً كــلَّ يــومٍ ولـيـلة ٍ … ويـأبـى الـجوَى ألاّ أكـونَ عـليلا
كـأنّـي ومــا أحـبـبتُ أهــوى مُـمَـنَّعاً … وأرجـو ضـنينا بـالوصالِ بـخيلا
فـقُـل لـلـذي يـبـكي نُـؤَيَّـا ودِمْـنَـة ً … ويـنـدبُ رسـمـاً بـالعراءِ مَـحيلا
عـدانـى دمٌ لــى طــلّ بـالطّفِ إنْ أرى … شـجيّاً أبـكّى أربـعاً وطـلولا
مـصـابٌ إِذا قـابـلتُ بـالصَّبرِ غَـرْبَه … وجـدتُ كـثيرى فـى الـعزاءِ قـليلا
ورزءٌ حـملتُ الـثّقلَ مـنه كـأنّنى … مـدى الـدّهر لم أحملْ سواه ثقيلا
وجَـدتُمْ عُـداة َ الـدِّين بـعدَ مـحمّدٍ … إلـى كَـلْمِه فـي الأقربينَ سبيلا
كـأنّـكمُ لــم تـنـزعوا بـمـكانه … خـشـوعاً مـبـيناً فـى الـورى وخـمولا
وأيّـكـمُ مــا عــزّ فـيـنا بـديـنه ؟ … وقــد عــاشَ دهـراً قـبلَ ذاك ذلـيلا
فـقـل لـبـنى حــربٍ وآلِ أمـيّـة ٍ … إذا كـنـتَ تـرضى أن تـكون قـؤولا :
سـللتمْ عـلى آلِ الـنبى ّ سـيوفه … مُـلِئْنَ ثُـلوماً فـي الـطُّلى وفلولا
وقُـدْتُمْ إلـى مَـن قـادكمْ مـن ضـلالكمْ … فـأخرجكمْ مـن وادييهِ خُيولا
ولــم تـغـدروا إلاّ بـمـن كــان جـدّه … إلـيكمْ لـتحظوا بـالنّجاة ِ رسـولا
وتَـرضـون ضــدَّ الـحـزم إن كـان مـلككُم … بَـدِيناً وديـناً دِنْـتموه هـزيلا
نـسـاءِ رســولِ الـلَّـه عُـقْـرَ ديـاركـمْ … يـرجّـعن مـنكمْ لـوعة ً وعـويلا
لـهـنّ بـبـوغاءِ الـطّفوف أعـزة ٌ … سُـقوا الـموتَ صِـرْفاً صـبية ً وكـهولا
كــأنّـهُـمُ نُــــوّارُ روضٍ هَــــوَتْ بــــهِ … ريـــاحٌ جـنـوبـاً تـــارة ً وقــبـولا
وأنــجـمُ لــيـلٍ مـــا عـلـوْنَ طـوالـعاً … لأعـيـننا حـتّـى هـبـطن أفــولا
فـــأيُّ بـــدورٍ مـــا مُـحـيـنَ بـكـاسفٍ … وأى ُّ غـصـونٍ مـالـقين ذبــولا
أمـن بـعد أن أعـطيتموه عـهودكمْ … خِـفافاً إلـى تـلك العهود عُجولا؟
رجـعتمْ عـن الـقصد الـمبين تـناكصاً … وحـلتمْ عن الحقّ المنير حؤولا
وقـعـقـعتمُ أبــوابـه تـخـتلونه … ومــن لــم يــردْ خـتـلاً أصــاب خـتـولا
فـمـا زلـتـمُ حـتّـى جــاب نـداءَكـمْ … وأى ُّ كـريـمٍ لا يـجيب سـؤولا ؟
فـلـمّا دنــا ألْـفـاكُمُ فــي كـتـائبٍ … تـطاولن أقـطار الـسّباسب طـولا
مـتـى تــكُ حَـجْـزَة ٌ أو كـحـجزة ٍ … سـمـعتَ رُغــاءً مُـضْـعفاً وصـهـيلا
فــلــم يُــــرَ إلاّ نــاكـثـاً أو مُـنـكِّـبـاً … وإلاّ قَــطـوعـاً لــلـذِّمـامِ حَــلـولا
وإلاّ قَــعـوداً عـــن لِــمـام بـنَـصْـرِهِ … وإلاّ جـبـوهـاً بــالـرّدى وخـــذولا
وضـغـنَ شـغـافٍ هــبّ بـعـد رقــاده … وأفـئـدة ً مـلأى يـفضنَ ذحـولا
وبـيـضاً رقـيقاتِ الـشّفار صـقلية ً … وسـمراً طـويلاتِ الـمتون عُـسولا
ولا أنــتــمُ أفــرجـتُـمُ عـــن طـريـقـهِ … إلـيـكـمْ ولا لــمّـا أراد قــفـولا
عـزيزٌ عـلى الـثَّاوي بـطَيْبَة َ أَعْظُمٌ … نُبِذْنَ على أرض الطُّفوف شُكولا
وكــلُّ كـريـمٍ لا يـلـمّ بـريبة ٍ … فـإنْ سِـيمَ قـولَ الـفحشِ قـالَ جـميلا
يـذادون عـن ماءِ الفراتِ وقد سقوا ال … شَهادة َ من ماءِ الفرات بديلا
رُمـوا بـالرَّدى مـن حـيثُ لا يـحذرونه … وغُـرُّوا وكـم غَـرَّ الغُفولُ غَفولا
أيــا يـومَ عـاشوراءَ كـم مـن فـجيعة ٍ … عـلى الـغُرِّ آلِ الله كـنتَ نَـزولا
دخـلـتَ عـلـى أبـيـاتهمْ بـصـابهمْ … ألا بِـئـسما ذاك الـدُّخـولُ دُخـولا
نـزعـتَ شـهـيدَ الـلَّـه مـنّـا وإنَّـمـا … نـزعـتَ يـمـيناً أو قـطـعتَ قـلـيلا
قـتـيلاً وجـدنـا بـعـده ديــنَ أحـمـدٍ … فـقـيداً وعــزّ الـمـسلمين قـتيلا
فــلا تـبـخسوا بـالجور مـن كـان ربّـه … بَـرجْعِ الـذي نـازَعتموه كـفيلا
أُحـبُّـكُـمْ آلَ الـنـبـيِّ ولا أرى … وَإنْ عـذلـونـي عـــن هـــوايَ عَــديـلا
وقلت لمن يلحى على شغفى بكم … وكم غيرِ ذي نُصحٍ يكونُ عَذولا
روَيْـدَكُـمْ لا تَـنْـحلوني ضـلالَـكمْ … فـلـن تُـرحِـلوا مـنّي الـغَداة َ ذَلـولا
عـلـيكم سـلامُ الله عـيشاً ومـيتة ً … وسَـفْراً تـطيعون الـنَّوى وحُـلولا
فـما زاغ قـلبى عـن هـواكم ، وأخـمصى … فـلا زلّ عمّا ترتضون زليلا