عـلى مـثل هـذا الـيوم تُـحنى الـرَّواجبُ … وتُـطوى بـضلٍ حـيز فـيه الـحقائبُ
حُـبـيـنا وأمّــرنـا بـــه فـبـيـوتُنا … لـــدُنْ قـيـل مــا قــد قـيـل فـيـه الأهـاضـبُ
وطــارتْ بـمـا نـلـناهُ أجـنـحة ُ الــورى … وســارت بــه فـي الـخافقين الـرّكابُ
وقــــال أنــــاسٌ مــــا رأوا لــنــا : … ألا هــكــذا تــأتــي الــرّجـال الـمـواهـبُ
ظـفـرتمْ بـمـا لــم نَـحـظَ مـنـه بِـنَـهْلَة ٍ … ولــذَّتْ لـكـم دونَ الأنـامِ الـمشاربُ
وبـوّاكُـمُ الـشَّـعبَ الـذي هـو سـاكنٌ … رسـول لـه أمـرٌ عـلى الـخلق واجـبُ
فـلـما مـضـى مَــن كــان أمّـرنـا لَـكـمْ … أَتَـتْـنا كـمـا شــاءَ الـعقوقُ الـعجائبُ
فــقــل لأنـــاسٍ فـاخـرونـا ضــلالـة ً … وهُـــمْ غــربـاءٌ مـــن فــخـارٍ أجــانـبُ:
مـتـى كـنـتُمُ أمـثـالنا؟ ومـتـى اسـتـوتْ … بـنا وبـكم فـي يـومِ فـخرٍ مـراتبُ؟
فـــلا تــذكـروا قُـربـى الـرّسـولِ لـتـدفعوا … مُـنـازعكم يـومـاً فـنـحنُ الأقــاربُ
ومــن بـعـد يــوم “الـطّـف” لا رحــكٌ لـنـا … تَـئِـطُّ ولا شَـعـبٌ يـرجِّـيهِ شـاعبُ
وكـنّـا جـمـيعًا فـافـترقْنا بـمـا جَــرى … وكــم مــن لـصـيقٍ بـاعدَتْه الـمذاهبُ
ونــحـنُ الـــرؤوسُ والــشـوى أنـتـمُ لـنـا … ومــن دونـنـا أتـبـاعُنا والأصـحـابُ
لـنـا دونـكـم “عـبّـاسنا” و” عـلـيّنا” … ومــن هــو نـجـم فــي الـدُجُنَّة ِ ثـاقبُ
ولــــو أنــنــا لـــم نُــنـه عـنـكـم أتَـتـكـمُ … سِــراعـاً بــنـا مـقـانـبٌ وكـتـائِـبُ
وقـــومٌ يـخـوضـون الـــرَّدى وأكـفُّـهـم … تُـنـاط بـبـيضٍ لــم تـخـنها الـمـضاربُ
إذا طُـلـبوا لــو يـرهـبوا مــن بـسـالة ٍ … ومَـن طَـلبوا ضـاقتْ عـليه الـمذاهبُ
فـمـا بـيـننا سِـلـمٌ ومــن كــان دهــرَه … يـكـتّم ضـغـنا فــي حـشاه مـحاربُ
وقــيــلَ لــنــا: لـلـحـقِّ وقـــتٌ مـعـيَّـنٌ … يــقـوز بـــه بـــاغٍ ويـنـجـحُ طــالـبُ
فــلا تـطـلبوا مـالـم يَـحـتْ بـعـدُ حـيـنُهُ … فـطـالبُ مــا لـم يـقضِهِ اللهُ خـائبُ
فــإنْ دُولٌ مـنـكم مـشـين تـبـختراً … زمـانًـا فـقـد تـمـشَّى الـطِّلاَحُ الـلواغِبُ
وإن تـركـبـوا أثــبـاج كـــلِّ مـنـيفة ٍ … فـكـم حُــطَّ مــن فــوقِ الـعَـليَّة ِ راكــبُ
فــلا تـأمـنوا مــن نــامَ عـنكم ضـرورة ً … فـمُقْعٍ إلـى أن يُـمكنَ الـوثبَ واثـبُ
كـأنّـي بـهـنّ كـالـدَّبا هـبَّـتْ الـصَّـبا … بــه فـي الـفلا طـوراً وأخـرى الـجنائبُ
يـحـكّونَ أطــرافَ الـقَـنا بِـنُـحورهم … كـمـا حـكَّـتِ الـجِـذلَ الـقِـلاصُ الأجـاربُ
أَبِـيُّونَ مـا حَـلّوا الـوهادَ عـنِ الـرُّبا … ومـا لـهم فـيهمُ في حومة الجدب واهبٌ
وكم منهمُ في غَمرة ِ الحربِ سالبٌ … وكم فيهمُ في حومة ِ الجدبِ الصّوائبُ
وإنـــي لأرجــو أن أعـيـشَ إلــى الَّـتـي … تـحـدّثنا عـنـها الـظّـنونُ الـصّـوائبُ
فُـتـقـضى ديـــونٌ قـــد مُـطِـلْـنَ وتـنـجلي … ديـاجِـرُ عــن أبـصـارنا وغَـيـاهبُ
وتَـجـري مـيـاهٌ كــنَّ بـالأمـسِ نُـضَّـبًا … وتَـهْمي كـما شِـئنا عـلينا الـسَّحائبُ
وتُـــــدرَكُ ثــــاراتٌ وتُــقـضـى لُــبـانـة ٌ … وتُــنـجَـحُ آمــــالٌ وتــؤتَــى مــــآربُ