لام عمرو باللوى مربع ... طامسة أعلامه بلقع
تروح عنه الطير وحشية ... والاسد من خيفته تفزع
برسم دار ما بها مونس ... إلا صلال في الثرى وقع
رقش يخاف الموت نفثاتها ... والسم في أنيابها منقع
لما وقفن العيس في رسمها ... والعين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت ألهو به ... فبت والقلب شج موجع
كأن بالنار لما شفني ... من حب أروى كبدي تلذع
عجبت من قوم أتوا أحمدا ... بخطة ليس لها موضع
قالوا له : لو شئت أعلمتنا ... إلى من الغاية والمفزع
إذا توفيت وفارقتنا ... وفيهم في الملك من يطمع
فقال : لو أعلمتكم مفزعا ... كنتم عسيتم فيه أن تصنعوا
صنيع أهل العجل إذ فارقوا ... هارون فالترك له أودع
وفي الذي قال بيان لمن ... كان إذا يعقل أو يسمع
ثم أتته بعد ذا عزمة ... من ربه ليس لها مدفع
أبلغ وإلا لم تكن مبلغا ... والله منهم عاصم يمنع
فعندها قام النبي الذي ... كان بما يأمره يصدع
يخطب مأمورا وفي كفه ... كف علي ظاهرا تلمع
رافعها أكرم بكف الذي ... يرفع والكف الذي يرفع
يقول والاملاك من حوله ... والله فيهم شاهد يسمع
من كنت مولاه فهذا له ... مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا
فاتهموه وحنت منهم ... على خلاف الصادق الاضلع
وضل قوم غاظهم فعله ... كأنما آنافهم تجدع
حتى إذا واروه في قبره ... وانصرفوا عن دفنه ضيعوا
ما قال بالامس وأوصى به ... واشتروا الضر بما ينفع
وقطعوا أرحامه بعده ... فسوف يجزون بما قطعوا
وأزمعوا غدرا بمولاهم ... تبا لما كان به أزمعوا
لاهم عليه يردوا حوضه ... غدا ولا هو فيهم يشفع
حوض له ما بين صنعا إلى ... أيلة والعرض به أوسع
ينصب فيه علم للهدى ... والحوض من ماء له مترع
يفيض من رحمته كوثر ... أبيض كالفضة أو أنصع
حصاه ياقوت ومرجانة ... ولؤلؤ لم تجنه إصبع
بطحاؤه مسك وحافاته ... يهتز منها مونق مربع
أخضر ما دون الورى ناضر ... وفاقع أصفر أو أنصع
فيه أباريق وقد حانه ... يذب عنها الرجل الأصلع
يذب عنها ابن أبي طالب ... ذبا كجربا إبل شرع
والعطر والريحان أنواعه ... زاك وقد هبت به زعزع
ريح من الجنة مأمورة ... ذا هبة ليس لها مرجع
إذا دنوا منه لكي يشربوا ... قيل لهم : تبا لكم فارجعوا
دونكم فالتمسوا منهلا ... يرويكم أو مطعما يشبع
هذا لمن والى بني أحمد ... ولم يكن غيرهم يتبع
فالفوز للشارب من حوضه ... والويل والذل لمن يمنع
والناس يوم الحشر راياتهم ... خمس فمنها هالك أربع
فراية العجل وفرعونها ... وسامرى الامة المشنع
وراية يقدمها أدلم ... عبد لئيم لكع أكوع
وراية يقدمها حبتر ... للزور والبهتان قد أبدعوا
وراية يقدمها نعثل ... لا برد الله له مضجع
أربعة في سقر اودعوا ... ليس لها من قعرها مطلع
وراية يقدمها حيدر ... ووجهه كالشمس إذ تطلع
غدا يلاقي المصطفى حيدر ... وراية الحمد له ترفع
مولى له الجنة مأمورة ... والنار من إجلاله تفزع
إمام صدق وله شيعة ... يرووا من الحوض ولم يمنعوا
بذاك جاء الوحي من ربنا ... يا شيعة الحق فلا تجزعوا
الحميري مادحكم لم يزل ... ولن يقطع إصبع إصبع
وبعدها صلوا على المصطفى ... وصنوه حيدرة الأصلع