إلـى كـم ولـوع الـقلب بـالغادة الـحسنا … وذكرى لـيالي وصل بثنةَ أو لبنى
ولـــو أنّــهـا ســـاوت جــنـاح بـعـوضة … لما اتـخـذتها الأولـيـاء لـهـم سـجـنا
وفــي غـدرهـا بـالـمصطفى وبـآلـه … سلاطينها بـرهـان مـقـدارها الادنــى
لهم سددت من أقوس البغي اسهما … أصمّت وأصمت للهدى القلب والاُذنا
فـكم كـابد الـمختار مـن قـومه أذى … يـهيج اسى يستغرق السهل والحزنا
قـضى نـحبه بـالسم وهـو مـعالج … على رغـم أنـف الدين سقماً له أضنى
وقـــد قـلـبت ظـهـر الـمـجنّ لـحـيدر … فكم زفــرة أبــدى وكــم غـصـة جـنـا
ومـخـدومة الأمــلاك سـيـدة الـنـسا … سليلة خـيـر الـخلق والـدرة الـحسنا
أتـاحت لها كهف العدى غصص الردى … وذاقت لها سمّاً من الحقد والشحنا
بـضـرب وضـغـط واهـتـضام ولـوعـةٍ … وكان حـمـاها الـعـز والأمــن والـحـصنا
عـلـى دارهــا داروا بـجـزلٍ لـحـرقها … وكانت بـهـا الأمــلاك تـلـتمس الاُذنــا
وفـي بـعلها الـهادي اسـتحلوا مـحرماً … كما حرموها نحلة المصطفى ضغنا
ومـــا بــرحـت مـــن بـعـد حـامـي ذمـارهـا … معصبة رأســاً ومـنـهدة ركـنـا
عـلـيلة جـسـم لـلـنحول مـلازم … لـفرط الـضـنا حـتى حـكى قـلبها الـمضنا
إذا ذكـــرت حـالاتـهـا فـــي حـيـوتـه … تؤجج نــار الـفـقد فــي قـلـبها حـزنـا
فـتـبـكـيه والـحـيـطان تـبـكـي لـصـوتـها … فما بـقـعـة إلاّ وعـبـرتـها سـخـنـا
إلـى أن أرادت روحـها الـعالم الـذي … بدت مـنه واشـتقات لموردها الأسنى
فـفـارقـت الـدنـيـا كــراهـة لـبـثـها … ورافقت الاُخـــرى ونـعـمتها الـحـسنى