أضف الموضوع
الشاعر ملا سعود الشملاوي
04/01/2020م - 2:56 م | عدد القراء: 702
فاطمة الزهراء عليها السلام
البضعة الغرّاء خـديجةُ أُمُّ المؤمنينَ سَمَتْ فَخْرا...بـتزويجِها للمصطفى مُنِحَت قَدْرا لـه اخـتارها ربُّ السماءِ حليلةً...ففضّلَها دُنيا.. وشرّفها أُخرى (2) وقَدَّر نسلَ المصطفى مِن طريقها...وصَيَّرها أُمّاً إلى البَضعةِ الغَرّا (3) ومُـذ حـمَلَتْها زال عنها همومُها...تُـحدِّثُها سِرّاً.. وتُورثها سَرّا (4) وذي آيـةٌ كبرى لفاطمَ، ما جَرَت...قديماً لأُنثى.. لا، ولا بَعدَها تُجرى رآهـا الـهدى تُـبدي كـلاماً ولم يَرَ...سِواها.. فنادى، والسرورُ مَلا الصدرا: تُـناجين مَـن ؟ قالت: جنيني يُجيبُني...فَـراحَ نـبيُّ اللهِ يُـهدي لـها البُشرى يـقول لـها: الـبشرى بـبنتٍ كريمةٍ...بـها تَـزهَرُ الدنيا.. وتَزْدهرُ الأُخرى ونـسليَ مـنها يـا خـديجةُ فـآعلَمي...هـمُ حُـججُ الـباري وآيـتُه الكبرى وهُـم مَـدَدٌ لـلدِّينِ مِـن بـعدِ غَيبتي...يُقيمون لي شرعي.. ويُبقون لِي الذكرى فـما بَـرِحَت مـسرورةً تـحملُ الهَنا...وتَـرقُبُ يـوماً فـيه تـبدو لها السَّرّا ولـمّـا أراد اللهُ إخـراجَ قُـدسِها...لـبـاديةِ الـدنيا لِـتَملأها خـيرا تَـنـزَّلَ خِـيراتُ الـنساءِ لأُمِّـها...لِـيْقبِلْنَها فـي وضعِها الدُّرّةَ النَّورا لـها حَـضَرَت عـند الولادةِ سارةٌ...وآسـيَةٌ مَـعْ كَـلْثَمٍ مَـعَها العَذْرا لِـيُؤنِسْنَها حـتّى تـكونَ بِـقُرِبِها...قـريرةَ عـينٍ لا ترى عندها عُسْرا أحَـطْنَ بـها يُؤنِسْنَها.. فتمخّضَت...بِـيُسرٍ مِـن الباري فأولَدَتِ الزهرا أضاءت رحابُ الدار مِن نور وجهها...كـما عَمّ ذاك النورُ دنيا الورى طُرّا فَـصَلُّوا عـليها والـنبيِّ وبـعلِها...وأبـنائها مَن خَيرُهم أبداً يَترى (5)
1 ـ الخطيب الحاج سعود بن عبدالعزيز بن أحمد الشملاوي، وُلد في منطقة ( أمّ الحَمام ) من توابع المنطقة الشرقيّة في الحجاز حوالي عام 1335هـ، نشأ وتربّى في ظلّ والده، ثمّ تتلمذ على فضلاء عصره، بعد ذلك نهج إلى سبيل الخطابة الحسينية فبرع فيها، لا سيّما وقد ساعدته على ذلك حافظته القويّة وثروته الثقافيّة والعقائدية، وكان يقول متمنّياً: أرجو أن أموت وأنا في خدمة أهل البيت عليهم السّلام.
2 ـ الحليلة: الزوجة.
3 ـ الغرّاء: مذكّره الأغرّ، وهو الكريم الأفعال السيّد الشريف.
4 ـ السَّرّاء: كلّ ما سرّك من الأمور، نقيض الضرّاء.
5 ـ يَترى: يتتابع.
|