هلاّ بكيت على البتول ؟
أشجاك ظعن العامريّة إذ سرى***فجرى عليك من التفجّع ما جرى
أم هل تذكّرت العقيق فأسبلت***عيناك أدمعها عقيقاً أحمرا
أم هل أرقت الحاجز وظبائه***فطفقت تدمى بالمدامع محجرا
ما بال جفنك لا يذوق رقاده***طول الدجى هل كان قد نسى الكرى
حتام تندب رسم ربع دارس***وإلى متى تبكي فناء مقفّرا
هلاّ بكيت على البتولة فاطم***حزناً فواسيت النبيّ وحيدرا
لم أنسها من بعد والدها وقد***جرّعتها الأيّام كأساً ممقرا
هجموا عليها وهي حسرى فانزوت***عنهم وراء الباب كي تتستّرا
وعلى الوصي تجمّعوا حشداً إلى***أن أخرجوه وهو يندب جعفرا
عصرت بمرآه ولولا أنّه***موصى لما كانت هناك التعصّرا
فعدت تناديهم ألا***خلّوه أو أشكو إلى ربّ الورى
رجعوا إليها وهي تصرخ بينهم***أين النبي فليت عينيه ترى
أبتاه عزّ عليك أن ترنوا إلى***ضلعي بعصرهم العنيف تكسَّرا
غصبوا مقام أخيك حيدر منك***وابتزّوا المصلّى منه والمنبرا
يا بئس ما صنعوا وقد عدلوا به***من لم يساو شسع نعلي قنبرا
قادوه وهو ملبّب بثيابه***قسراً بأموات البلى مستنصرا
والطهر فاطم خلفه ودموعها***لجوى المصاب تبلّ عاطشة الثرى
خرجت وراه كما خرجن بناتها***خلف العليل تنوح لكن حسّرا
ترنوا الخيام خوالياً وبنو الخنا***قد أضرموا فيها الحريق المسعرا
وترى الحمى مجدّلاً فوق الثرى***ثاو ومنه الشمر حزّ المنحرا
ذبحوه ظام والفرات بجنبه***وأبوه يوم الحشر يسقى الكوثرا
وسروا على سمر القنا بكريمه***كالبدر يزهر في الدياجي مسفرا