وقوف أميرالمؤمنين على قبر فاطمة
قد بكاها حتّى تفجّر وجداً***وحنيناً على نشيج البكاء
ورثاها بالدمع من مقلتيه***مستهلاًّ والدمع خير رثاء
حينوارى في تربة الأرض شمساً***عن علاها تنحطّ شمس السماء
وهو يدعو وقبر أحمد يبدو***نصب عينيه عند وقت الدعاء
واضعاً كفّه على القلب ممّا***قد عراه من محنة وابتلاء
قائلاً للنبيّ بعد اكتئاب***وخطاب له بأشجى نداء
وعليك السلام عنّي وعنها***يا رسول الهدى وصنو الإخاء
هذه البضعة الزكيّة باتت***منك في خير بقعة وفناء
ولها اختار ربّها بك قرباً***سرعة الإلتحاق بعد التنائي
قلّ يا سيّد النبيّين صبري***حَزَناً على سليلة الأنبياء
وعفى عن صفيّة في الوحي بعد***البعد منّي تجلّدي وعزائي
وقد رُدَّت الوديعة منّي***باختلاس الصدّيقة الزهراء
ماأشدّ الغبراء في القبح عندي***بعدها منظراً مع الخضراء
وبعين الإله يغصب جهراً***حقّها بعد دفنها بالخفاء
أحفِها السؤل واختبرها تباعاً***عن جميع الأحوال عند اللقاء
كم غليل في صدرها مستثير***لم تطق بثّه لعظم البلاء
واختبرهاعن غصب حقّيوظلمي***وانتهاكي من أُمّة العنفاء
هذه النفثة الحزينة شكوىً***لك حتّى ألقاك يوم البقاء
وتناءي بالجسم عنها وأبقى***قلبه عندها أسىً وهو نائي