تضارب الآراء من ولاة الأمور في فدك
وعجيب هذا التضارب فيها***من ولاة الأُمور في الآراء
فهي إن كانت نحلة ونصيباً***من فروض الميراث للأولياء
كيف صُدّت عن أهلها وهي حقّ***من أبي بكر ساعة الإبتداء
واصطفاها عثمان بعد انتزاع***وحباها مروان دون اختشاء
حين أضحى من آل أحمد أولى***بمواريث خاتم الأنبياء
وطريد النبي لا شكّ أولى***عند عثمان من بني الأزكياء
وهي ممّا تُنعى عليه وكانت***عاملاً من عوامل الإستياء
وتولّى ابن هند فيمن تولّى***بعد هذا ظلماً من الأمراء
فحبا ثلثها يزيداً وثلثاً***لابن عثمان دون أيّ اتّقاء
واجتباها مروان حين تولّى***مستقلاًّ له بشرّ اجتباء
وحباها عبدالعزيز فكانت***بيديه ملكاً ليوم الفناء
واصطفاها مستخلصاً بانفراد***عمر أمرها بخير اصطفاء
وحباها في الملك حين تولّى***لبني فاطم بخير حباء
بعد رفع السباب والشتم ممّن***أبدعوه عن سيّد الأوصياء
وإليه الرضي بالشعر أوحى***يابن عبدالعزيز عند الرثاء
وتعدّى ابن عاتك بعد أخذ***فحواها بزيد دون إباء
واستمرّت في آل مروان حتّى***أذهب الله دولة الطلقاء
وأعاد السفّاح ما كان منها***أخذوه للعترة النجباء
ورجوع المنصور فيها رجوعٌ***ونكوصٌ عن مسلك الإستواء
وعدول المهدي عنها اعتدال***واستواء في منهج الإهتداء
وتمادى موسى وهارون فيها***وتعامى الأمين بالإقتداء
وتهادى المأمون حين أعيدت***لذويها في عهده بلواء
واصطفاها لنفسه بعد أخذ***جعفر معلناً بنصب العداء
وحباها بعد الله من قد نماه***عمر البازيار شرّ انتماء
وتعدّى ظلماً فأرسل شخصاً***صرم النخل في يد الإعتداء
فعراه بعد الجذاذ انتقاماً***فلج فاتك بأعظم داء
جذّ منها ما قام من نخلات***هي من غرس خاتم الأنبياء
كان أبناء فاطم وعليٍّ***تجتني تمرها لأهل الولاء
فإذا جاء موسم الحجّ جاءوا***وأفاضوا فيها على الحنفاء
فيعيشون منهم بالهدايا***حين تهدى لهم بكلّ سخاء