» گرت عيون علي ابهاي المسيه  » نحبكم يا أهل بيت الرساله  » چا وين المهدي الننتظره  » موسی ابن جعفر گضه ابلوعة السم  » الكاظميه يعني راهب ما ينام  » الكاظم شال ابوه وگلبه مالوم  » یا دمعة عيني الهماله  » جعفر الصادق گضه ابسم الغدر  » يبو محمد عرفتك گاضي الحاجات  » الليله نزلت روسها العترة الأمجاد  

  
  • أضف الموضوع


  • الشاعر المرحوم الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي
    03/01/2020م - 4:15 ص | عدد القراء: 538

    فاطمة الزهراء عليها السلام


    غصبوا حقّها جهاراً فأبدوا***كلّما أضمروا لها في الخفاء
    أنكروا فرض إرثها من أبيها***وهي كانت أقرب الأقرباء
    حين صدّوا ببدعة ونفاق***فدكاً عن سليلة الأنبياء
    وهي ممّا أفاء الله لطفاً***لأبيها محمّد عن عطاء
    ناشدتهم بالله عهداً فعهداً***أن يفيقوا من سكرة الجهلاء
    فتعاموا عن الهداية جهلاً***حين صمّوا عن منطق العقلاء
    بعد ردّ منهم بما أثبتته***أنّها نحلة بغير ادّعاء
    وعليّ وأُمّ أيمن للزهراء***كانا من خيرة الشهداء
    وكفى حجّة على عهد طه***بيديها كانت بعدل القضاء
    غير أنّ النفوس بالغيّ مرضى***من قديم وما لها من شفاء
    يا بني قيلة(1) أأهضم إرثي***من أبي جهرة بشرّ اعتداء
    بمرأى أنتم ومسمع منّي***في مكان دان بدون تنائي
    لكم عدّة وخير عديد***وسلاح وسطوة الأقوياء
    تغيثون صرخة من صريخ***لا تجيبون عند وقت الدعاء
    أفلستم وُصفتم بصلاح***وعُرفتم في نجدة وإباء
    خير جند ونخبة قد حُبيتم***لبني أحمد بخير اصطفاء
    أولستم قاتلتم العرب كدّاً***وتحمّلتم عظيم العناء
    وقديماً كافحتم دون وهن***أُمّة بعد أُمّة بمضاء
    حيث كنّا وحيث كنتم جميعاً***معنا في تعاون والتقاء
    قط لا تبرحون في كلّ حين***بائتمار لأمرنا وانتهاء
    أفأنتم جبناً تفرّون عنّا***بفراق منكم بدون اتّقاء
    حين دارت رحى الرشاد ودرَّت***حلبة الدهر في معين الرواء
    واستكانت للشرك ثغرة غيٍّ***خضعت ذلّةً بدون إباء
    وعرى فورة الضلال سكوت***وتلاشت نار العمى بانطفاء
    ونظام الدين استتمّ كمالاً***بعد فوضىً عمّت بكم وشقاء
    كيف حزتم بعد البيان وصرتم***بعد إعلانكم بهذا الخفاء
    ونكصتم بعد النهوض نكولاً***ورجعتم للشرك بعد اهتداء
    فشناراً لكم وبؤساً لقوم***نكثوا عهدهم بدون وفاء
    أفتخشونهم من الرعب خوفاً***وهو أولى بالخوف والإختشاء
    فاعملوا إنّكم ستجزون عدلاً***أجر أعمالكم بيوم اللقاء
    أفأخلدتم إلى الخفض لهوهاً***بعد جدّ في دينكم وعناء
    ودفعتم عنها الذي هو أحرى***من سواه في منصب الخلفاء
    وهو أولى بالبسط والقبض منهم***بعد فقدان خاتم الأنبياء
    ونجوتم بالضيق من كلّ وسع***وخلوتم في رغدة وهناء
    ما وعيتم مججتم ودسعتم***ما تسوغتم من الإرتواء
    إن كفرتم ومن على الأرض طرّاً***فهو عن سائر الورى في غناء
    وأنا قلت كلّ ذلك ردعاً***لكم عن ضلالة الكبرياء
    بعد علم منّي بجذلة كفر***خامرتكم ورغدة و رياء
    غير أنّي من نفثة الغيض أُدلي***ببياني وشدّة البرحاء
    ولحزن من فيضة النفس يطغى***ولتقديم حجّة بيضاء
    دونكم بالشنار فاحتقبوها***نقبة دبرة بدون وطاء
    هي موسومة من الله بالسخط***ستبقى عاراً بدون انقضاء
    وعذاب الجحيم أسوأ عقبى***ومآلاً لكم بيوم الجزاء
    سيرى الظالمون أيّ انقلاب***لهم عند ساعة الإنتهاء
    وأنا للبغاة بنت نذير***من شديد العذاب يوم البقاء
    احتجاج الزهراء على أبي بكر
    وتناهى بها الحديث فقالت***وهي تدلي بالحجّة البيضاء
    لأبي بكر وهو يصغي إليها***بين حشد من مجمع الجلساء
    أبدين الله الذي فيه جاءت***للبرايا شرائع الأصفياء
    أنت تُعطي إرثاً وأُمنع إرثي***من أبي دون سائر الأبناء
    مالكم قد تركتم الذكر عمداً***وهو يبدو أمامكم من وراء
    أخُصصتم بآية أخرجتنا***دون باقي الأبناء والآباء
    أم بحكم الكتاب أعلم أنتم***من عليّ وأحمد في القضاء
    أتقولون أهل شرعين كانا***أفلسنا من ملّة الحنفاء
    هاهو الذكر شاهد ولسان***ناطق صادق بغير افتراء
    حين أضحى ميراث داود فيه***لسليمان دون أيّ خفاء
    وليحيى الميراث من زكريّا***وهو أمسى وليّه في الدعاء
    قال هب لي يا ربّ منك وليّاً***وارثاً لي فأنت ربّ العطاء
    قال فيه يوصيكم للبرايا***في اقتسام الميراث بعد الفناء
    مثل حظّ للأُنثيين يكافي***ذكُر من بينكم في العطاء
    والوصايا للوالدين بخير***حين يبقى خير وللأقرباء
    وجميع الأرحام أولى ببعض***بعضهم في كتاب ردّ القضاء
    أفلا تكتفون فيما أتاكم***منه نصّاً وفيه خير اكتفاء
    فتحمل أعباءها سوف تأسى***حين منها تنوء بالأعباء
    يوم تلقاك عند حشر ونشر***مثقلاً بالأوزار يوم اللقاء
    فالزعيم النبي والحكم الله***ونعم الميعاد يوم الجزاء
    جواب أبي بكر
    فتصدّى منهم أبوبكر ردّاً***لاحتجاج الزهراء دون ارعواء
    قال يا بنت أحمد كان طه***برجال الهدى من الرحماء
    وعلى الكافرين كان عقاباً***وعذاباً صَبّا عظيم البلاء
    إن عزوناه في انتساب وجدناه***أباك من دون باقي النساء
    وأخا إلفك الحميم عليّ***دون باقي الأصحاب والرفقاء
    آثر المرتضى على كلّ خلِّ***واغتدى عونه على الخُصماء
    لا يواليكم سوى السعداء***ليس يقلوكم سوى الأشقياء
    أنتم عترة النبي اجتباكم***ربّكم للورى بخير اجتباء
    وأدلاّؤنا على الخير رشداً***وطريق الجنّة السعداء
    أنت يا خيرة النساء مقاماً***وابنة الحق خيرة الأصفياء
    لا تقولين غير صدق وحقٍّ***ليس فيه من ريبة وافتراء
    غير مردودة عن الحق ظلماً***واغتصاباً من سائر الحُنفاء
    وأنا ما دعوت سنّة طه***وتحديث رأيه بالقضاء
    وأنا رائد أيكذب حقّاً***رائد أهله بأيّ افتراء
    وأنا أُشهد الإله بصدق***وهو بالحقّ خيرة الشهداء
    إنّني قد سمعت من فم طه***قال إنّا معاشر الأنبياء
    كلّ فرد يورّث العلم منّا***لبنيه وحكمة الحكماء
    كلّ ميراث فضّة ونضار***قد تركنا يكون للأولياء
    فوليّ الأُمور يحكم فيه***حين يقضي بحكمه في استواء
    ورأينا بأن يكون سلاحاً***وكراعاً لأُمّة الحنفاء
    فوضعناه فيهما كسواه***لجهاد الكفّار والأشقياء
    وأنا ما انفردت فيه برأيي***مُستقلاًّ عن سائر الآراء
    حيث قام الإجماع منهم عليه***باتفاق ما بينهم والتقاء
    وأنا في يديك حالي ومالي***فاحكمي فيهما بكلّ مُشاء
    ليس يزوى عليك منّي شيء***لحجاب محصن ووقاء
    ولأنت الأُم الزكيّة طُهراً***وسموً لولدك الأزكياء
    ولك العزّ والسيادة فينا***شرفاً بعد فضلك المترائي
    دون وضع للأصل والفرع طرّاً***منك بعد العلوّ والإرتقاء
    كلّ حكم عَلَيّ يصدر ماض***نافذ منك ساعة الإمضاء
    أتريدين أن أُخالف طه***بالذي تطلبين دون اهتداء
    ردّها على أبي بكر
    فأجابت سبحان ربّ البرايا***لم يكن قط خاتم الأصفياء
    صادفاً عن كتابه مستحلاًّ***بعض أحكامه بدون اختشاء
    فهو طول الحياة ما زال يقفو***أثر الذكر في أتمّ اقتفاء
    أمع الغدر تجمعون ضلالاً***قولة الزور ساعة الإفتراء
    مثلما كدتموه حيّاً فهذا***هو كيد له عقيب الفناء
    فكتاب الإله هذا لعمري***حكم عادل بفصل القضاء
    كلّ نصٍّ مخالف لكتاب الله***منكم أحقّ بالإمتراء
    وهو أوحى ميراث داود حقّاً***لسليمان دون أيّ مراء
    قال هب لي من آل يعقوب بعدي***يرث الفضل خيرة الأولياء
    وأبان الله الفرائض طرّاً***في المواريث دون أيّ خفاء
    عند توزيع السهام بعدل***لذويها بدون أيّ اعتداء
    ما أزاح الرحمن فيه جليّاً***شبهات العمى بدون غشاء
    إنّما سوّلت لك النفس أمراً***فاصطباراً على عظيم البلاء
    فتلا قائلاً أبوبكر جهلاً***قولها في صراحة وجلاء
    صدق الله والرسول وحقّاً***صدقت بنت خاتم الأنبياء
    معدن الحكمة البليغة ركن الدّين***عين المحجّة البيضاء
    غير مستنكر خطابك فينا***دون قولي منّي صوابك نائي
    ها هم المسلمون قد قلّدوني***فتقلّدت منصب الخلفاء
    وأخذت الذي أخذت بشورىً***واتّفاق وهم من الشهداء
    غير مستأثر بما كان منّي***دونهم في بداية وانتهاء
    وهي قالت لهم عقيب التفات***معشر المسلمين والحنفاء
    كيف أسرعتم عقيب التغاضي***عن قبيح الفعال للإفتراء
    أفلا تقرءون قرآن ربّي***أنتم في تدبّر واهتداء
    أم على تلكم القلوب من الريبة***أقفال ضلّة وامتراء
    بل عليها قد ران ما قد أسأتم***من قبيح الأفعال والأخطاء
    آخذاً عند ذاك بالسمع منكم***وجميع الأبصار بعد غطاء
    ساء والله ما به قد أشرتم***واغتصبتم في ساعة الإعتداء
    عن قريب يكون حملاً عليكم***بعد غبٍّ من أثقل الأعباء
    عند كشف الغطاءوالستر عنكم***حينما تصبحون دون وقاء
    بئس للظالمين فالنار مثوىً***ومقرّ لهم بيوم البقاء
    لم تزل تقرع المسامع منهم***مرتجات باليأس دون رجاء
    وتهزّ المشاعر الصمَّ لكن***وجدتها كالصخرة الصمّاء
    ثمّ قامت عنهم لقبر أبيها***تشتكي ما أصابها من بلاء
    واستكانت لربّها بانقطاع***وأتت بيتها بدون غناء


    (1) بني قيلة : قبيلتا الأنصار ; الأوس والخزرج .

    موقع القصائد الولائية © 2004 - 2013