قال في رثاء الأمام الحسين عليه السلام :
ناجيت ذكراك حتى عطرت كلمي...كأن ذكراك قران جرى بفمي
وهزني لك من ارض الحمى وتر...جس العواطف في ضرب من النغم
قد أرقص القلب حتى خلته حببا...على كؤوس الولا يطفو من الضرم
فرحت ألثم مثوى فيه قد عكفت...روح البطولة والإقدام والشمم
قبلته بفمي حتى أسلت به ...قلبي فضرجته من أدمعي ودمي
يا مصرع الشمس حدثنا فأنت فم...يجيد تمثيل فصل الحزن والألم
عن نهضة في سبيل العدل ، عاصفة...طغت على الظلم في سيل من الحمم
وفاتح ملا الدنيا بنهضته...وقائعا ، من صداها الدهر في صمم
في كل جيل له جند معبأة...من العقائد أمضى من شبا الخذم
وكل أرض ، بها فتح ، نمجده...في مهرجان ليوم النصر مبتسم
أبا الفخار واكرم بالحسين ابا...ينمى له الفخر من طيب ومن كرم
تضوح المجد من علياك في شيم...عباقة بأريج المجد والشيم
وكرم الحق اذ توجت مفرقه...من الجهاد بأكليل الدم السجم
ومجدت تضحيات منك خالدة ...انقذت دين الهدى فيها من العدم
بسيد الشهداء السبط قد ختمت...مجدا كما بدات في سيد الامم
رمز البطولة قد اوتيت من عظم...مواهبا هي رمز النبل والعظم
نفسا مقدسة بالخير ملهمة...ما طاف فيها خيال الشر في حلم
قلبا عصوفا من الايمان ملتهبا...من حجرة الحق وثابا من الهمم
عقيدة هي مجد قد هدمت به...من الظلال كيانا غير منهدم
وللعقيدة في دنيا الجهاد يد...تبنى بها نهضات السيف والقلم
يا منقذ الدين حقا وابن منقذه ...وباعث الروح روح الدين في الرمم
ابصرت جرحا بقلب الدين منفجرا...قد حكموه لقلب الدين والنظم
أعي الأساة ضمادا فانبريت له...وقد خلقت له من عالم الرحم
ضمدته بنجيع القلب فالتأمت...منه الجراح بجرح غير ملتئم
مفوه صهوات الشهب منبره...وارؤس الصيد منثور من الكلم
قد صير الارض بحرا من دم فغدت...تجري المذاكي على هضب من اللمم
مجاهد في سبيل الله ضرجه...دم الشهادة من قرن الى قدم
ينمى الفخار اليه وهو من كرم ...الى ( الحسين ) بأعراق الفخار نمي
شبيه ( احمد ) في خلق وفي خلق...ومنطق هو ينبوع من الحكم
طلائع العيد عيد النحر قد رقصت...افراحها لذبيح الأشهر الحرم
لباسم الثغر والأفواه كالحة ...وقاسم الهام في عضب من الهمم
غض الشبيه نفاح بوفرته ...مخضب بدم الأوادج لا العنم
يزف للخلد والأحلام موكبه...على عريش من الآهات مضطرم
متوجا بعقود البيض مفرقة...موشحا بنثار الأدمع السجم
وديعة ( الحسن ) الزاكي وقد ذهبت...ضحية الغدر في قوم بلا ذمم
عرائس القبة الزرقا لك ابتسمت...من الصعيد ثغور المجد فابتسمي
ولا طفي نفحات القدس عابقة...من الضحايا على الازهار والأكم
وضرجي صفحات الأفق في شفق...بالنور من شهداء الحق منسجم
ضحيت نفسك للأسلام منتصرا...حتى قضيت بحد الصارم الخذم
هويت والحق من عينيك منبعث...نورا وفي شفتيك الصدق كالعزم
وفي محياك من نور الهدى وضح...يموج فوق جبين سابح بدم
وانت ثاو على جمر الصعيد ضحى...مكللا بالقنا كالليث في الاجم
وللفواطم أفواه . . . محرقة...من الاسى وقلوب في يد السقم
كأنما على اوتار واجنحة...تعج شجوا وتهفو من مدى الألم
تراقصت صافنات الشهب من طرب...لموكب بأباة الضيم مزدحم
ورفرفت عذبات الحق خافقة...على جبين بنور الحق متسم
وكبر المجد مزهوا بطالعه ...يونو الى طلعة ( العباس ) من امم
شبل العفرنى وما في الليث من شمم...فيه وفي الفرع ما في الاصل من شمم
مجد الشهادة اضحى يزدهي عظما...بمجده وهو مطروح الى العلم
هوى أبن حيدر فالابصار شاخصة...ترنو الى علم ملقى الى علم
تالقت بسمات الحق مشرقة...عن مبسم بمثار النقع ملتئم
وروعت حلبات السبق فاعتصمت...بأروع بالأبا والعز معتصم
وقلبي بفم التمجيد حانية...مباسما بين منثور ومنتظم
وصافحي انجما للعدل عائمة...في زاخر من دم الاحرار ملتطم
تنائرت في صعيد المجد فالتقطت...منها الأماني ثغور المجد والكرم
بني أمية لا درت بوابلها...منكم على جدث هطالة الديم
سودتم صفحة التأريخ في حدث...كالليل في وضح التأريخ مرتسم
ابحتم من ضحايا الحق حرمتها...فضربت بالدما بالاشهر الحرم
وما رعيتم ذمام المصطفى كرما...باسم المودة من قربى ومن رحم
لقد جنيتم على الأسلام في بدع...قد سنها كل افاك ومجترم
من لاحق مزق القران في يده...وسابق احرق الأستار في الحرم
خليفة مغرم باللهو من طرب...مولع بكلاب الصيد والرخم
في حانة الخمر حول الدهر معتكف...قد اغرقت اللذات في حلم
ثغر يقبل ثغر الكاس منعطفا...عليه من شغف فيه فما لفم
يجود بالعقل للصيباء من كرم...ويستعيض عن القران بالنغم
يد تمد الى عود الغناء ويد...بالعود تنكت ثغر المجد والكرم
هذا يزيد فهل للدين من صلة...في ملحد هو من عبادة الصنم
فكيف اعطيت يد الاسلام مقودها...لفاجر بامور الدين محتكم
أبا الشهيد ابى مجد خلقت له...غير الخلود لمجد الحق من قسم
ولى يزيد وما ابقت فضائعه...غير المخازي له من سالف القدم
وقد تلاشت سرابا من معاوية...اماله فوق ضحضاح من الندم
وانت انت ابو الامجاد من ختمت...دنيا المفاخر فيه خير مختتم