1ـ كيـف السلامة والخطـوب تنوبُ...و مصائب الدنيا عليك تصـوبُ
2ـ الـعـيش أهـونه و ماهو كـائن...حتـم و ما هو واصـل فقريب
3ـ إن البقـاء على اختلاف طــبائع...و رجـاء أن ينجو الفتى لعجيبُ
4ـ والــدهر أطــوار وليس لأهله...إن فكـروا في حالتيـه نصيب
5ـ ليـس اللبيب مـن أستـغر بعيشه...إن المفكـر في الأمــور لبيب
6ـ يا غـافلاً والمـوت ليس بغـافل...عـش ما تشـاء فإنك المطلوبُ
7ـ أبرزت لهـوك إذ زمــانك مقبل...زاه و إذ غصن الشبـاب رطيب
8ـ فمن النصير من الخطوب إذا أتت...و علا على شرخ الشباب مشيب
9ـ علل الـفتى عن علمه مكـفوفة...حتى الممات و عمره مكـتوب
10ـ فتراه يكدح في المعاش ورزقه...في الكـائنات مقدر محسـوب
11ـ إن الليـالي لا تـزال مـجدة...في الخلق أحـداث لها وخطوب
12ـ من سر فيها ساءه من صرفها...ريب له طـول الـزمان قريبُ
13ـ عصفت بخير الخلق آل محمد...نكـباء إعصـار لها وهبـوب
14ـ أما الـنبي فخـانه من قـومه...في أقربيه مجـانب وصـحيب
15ـ من بعدمـا ردوا عليه وصاته...حتى كـأن مقـاله مكــذوب
16ـ ونسوا رعـاية أحمد في حيدر...في خم و هو وزيره المصحوب
17ـ فأقـام فيهم برهة حتى قضى...في الغيظ وهو بغيظهم مغضوب
18ـ و الطـهر فاطمة زوى ميراثها...شـر الأنام ودمعها مسكوب
19ـ من بعد ما رمت الجنين بضربة...فقضـت و حقها مغصـوب
20ـ وسليلها الـهادي سـقته جعيدة...سـماً له سـبط الفؤاد لهيب
21ـ وجرى من الجفن الغريق بمائه...دمع على قتل الحسين صبيبُ
22ـ يا يـومه ما كـان أقبح منظراً...وأمر طـعماً إنه لـعصيـب
23ـ بأبي الإمام المسـتضام بكربلا...يدعو ولـيس لما يقول مجيب
24ـ بأبي الغريب وما له من ناصر...يشكو الظما و الماء منه قريب
25ـ بأبي الـحبيب إلى النبي محمد...و محمد عـند الإلـه حـبيب
26ـ يا كـربلاء أفيـك يقتل جهرة...سـبط المطهر إن ذا لعجيـب
27ـ ما أنـت إلا كـربة و بــلية...كل الأنـام بهـولها مكـروبُ
28ـ هلا انتصرت له من القوم الألى...قتـلوه ظلماً و هو فيك غريب
29ـ فتدكدكت فيهم رباك وغـورت...منك المياه و ضاق منك رحيب
30ـ لهفي و قد زحفت إليه جموعهم...فلهم رفـيف نحـوه و وثـوب
31ـ لهفي له فـرداً وحــيداً بينهم...لما قضـت أنصـاره و أصيبوا
32ـ لهفي وقــد وافى إلـيه منهم...سـهم لمقلته الشـريف مصيـب
33ـ لهفي عليه وقد هـوى متعفراً...و بـه أوام فـادح و لـــغوب
34ـ لهفي عليه بالطفـوف مجدلا...تسـفي عليه شـمائل و جنـوبُ
35ـ لهفي عليه و الخيـول ترضه...فلـهن ركـض حـوله وخـبيب
36ـ لهفي له و الـرأس منه مميز...والشيب من دمه الشريف خضيب
لـهفـي عليه ودرعه مسـلوبة...لهفي عليه ورحلـه منهـوب
38ـ لهفي على حرم الحسين حواسراً...شعثا و قد ريعت لهن قـلوب
39ـ أبصـرن شـمراً فوقه فزجرنه...عنه و قلن ولـلقلوب وجـيب
40ـ يا شـمر ويحـك خلـه لبناتـه...و لك المهيمن إن فعلت يثيـب
41ـ يا شـمر ويحك من أبـوه وأمه...فكـر لعلك تهـتدي و تثـيب
42ـ حتى إذا قطـع الكـريم بسـيفه...لم يثنـه خـوف و لا ترغيبُ
43ـ جددن ثم على الحسين مآتمــاً...فحـريمه تبكـي له وحـريب
44ـ للـه كـم لطمت خـدود عنده...جزعاً وكم شقت عليه جيـوب
45ـ ما أنس لا أنسى الزكـية زينباً...تبكـي لـه وقنـاعها مسلوب
46ـ تدعو و تندب والمصاب يكظها...بين الطفوف و دمعها مسكوب
ـ و تقـول أيـة شـقوة أولى لها...صرف الزمـان وحظنا المتعوب
48ـ أأخي بـعدك ما صـفا متكـدر...و لخـاطري عما يطيب نكـوب
49ـ أأخي بـعدك قد شـقيت ورابني...دهـر لأخبار الـرجال مريـب
50ـ أأخي بـعدك لا حييت بــغبطة...واغتـالني حـتف إلي قــريبُ
51ـ أأخي بـعدك من أطول به ومن...أسـطو به و الـنائبات تنــوب
52ـ أأخي بـعدك من يدافع جـاهلاً...عنـي و يسـمع دعوتي و يجيب
53ـ لم يلق خلـق ما لقيت ولا ابتلي...يــوماً بمثل بـليتي أيـــوب
54ـ حزني تـذوب له الجبال وعنده...يسـلو و ينسـى يوسفاً يعقـوب
55ـ فـأتت إلـيه أم كــلثوم لـها...ذيل على وجـه الثرى مسحـوب
56ـ قالت مصابك يا حسين أصابني...حزنـاً و نوري فـاحم و غريبُ
57ـ ما كنت أحسب يا ابن أمي أنني...أشـقى وأن الظن فيك يخيب
58ـ قد كنت ذخـراً لي و لكن الفتى...أبـداً إلـيه حمامه مجلـوب
59ـ فالآن بعدك ظل مجدي قـالص...ولماء وجـهي جفة وتصوب
60ـ ودعت سكينة بالصغيرة فـاطم...قومي أخية فالمصاب يصوب
61ـ هـذا أبـوك معـفراً ثـاو له...خـد على عفر الـثراء تريب
62ـ فابكـي أخـية دائـماً لمصابه...فمصـابه منه الجبال تـذوب
63ـ قتلت أحبائي و أهــل مودتي...كملاً فلـيس لما شكوت طبيب
64ـ ودعـا ابن سعد برزوا نسوانه...فسـليبة مكشــوفة وسـليب
65ـ قال أوقدوا النيـران في أبياته...فسـما لها بين الـبيوت لهيبُ
قال اقصدوا أرض الشآم فقربت...أنقـاض بزل للتحريم و نيب
67ـ فركـبن يـندبن الـنبي محمداً...و هم على حر الركاب ركوب
68ـ يا جدنـا سـاقوا علـياً موثقاً...بالـقيد و هو خائف المرعوب
69ـ يا جـدنا سـاقوا بناتك حسراً...حتى تهتك سـترها المحجوب
70ـ يا للرجال الأكـرمين لما جرى...و الدهر فيه مصائب وخطوب
71ـ آل النبي المصطفى الهادي لهم...بالأرض في آفـاقها تـغريب
72ـ يحـدو بهم زجر ليرضى منهم...رجس لكـأس مدامه شـريبُ
فالرأس بين يديه ينكت ثغره...ويرجـع الألحـان وهـو طريب
74ـ يدعو بأشـياخ له لا قدسـوا...فهم الــذين عليـهم مغضـوب
75ـ فعلى الذي ساس المظالم أولاَ...لعن مدى الأيــام لـيس يغيـب
76ـ وعلى أمية أجمعين ومن لهم...يهـوى من اللعن الشديد ضروب
77ـ يا أهل بيت محمد دمعي لكم...جــار و قلبي ما حييت كئيـب
78ـ أنتم ولاة المسلمين و حبكـم...فـرض و نهج هداكـم ملحـوب
79ـ طبتم فحبكم النجاة و بغضكم...كـفر بـرب العالمين وحــوبُ
80ـ أولاكم الفضل الجسـيم لأنه...أبــداً يعـاقب فيكــم ويثـيب
81ـ وإليكـم مني قصيدة شـاعر...ذي مقـول من طبـعه التهذيـب
82ـ أهداكـم مدحاً لكي تمحى بها...عنه جـرائم جمــة و ذنــوب
83ـ فانظم مغامس ما تشاء منقحاً...بالــرغم ممن يزدري و يعيـب
84ـ ثم الصلاة على النبي وآله...ما ماس من مر النسيم قضيب