تاللهِ لا أنسى ابنَ فاطمَ والعدى...تُهدي إليه بوارقا ورعودا
غدروا به إذ جاءهم مِن بعدِ ما...أسْدَوا إليه موثقا وعهودا
قتلوا به بدرا فأظلم ليلُهم...فغدوا قياما في الضَلال قعودا
للهِ مطروحٌ حوتْ منه الثرى...نفسَ العلا والسؤددَ المعقودا
ومجرّحٌ ما غيّرت منه القنا...حُسنا ولا اخلقن منه جديدا
قد كان بدرا فاغتدى شمسَ الضحى...مذ ألبستْه يدُ الدماءِ لُبودا
وتُظلِّه شجرُ القنا حتى أبت...إرسالَ هاجرةٍ إليه بريدا
وثواكلٍ بالنوح تُسعدُ مثلَها...أرأيتَ ذا ثكل يكون سعيدا
لا العيسُ تحكيها إذا حنَّتْ حسرةً...الورقاءُ تُحسنُ عندها الترديدا
إنْ تنعَ أعطت كلَّ قلبٍ حسرةً...أو تدعُ صدَّعتِ الجبالَ المِيدا
عبراتُها تُحيي الثرى لو لم تكن...زفراتُها تَدَعُ الرياضَ همودا
وغدت أسيرةَ خدرِها ابنةُ فاطمٍ...لم تُلفِ غير أسيرِها مصفودا
تدعو بلهفة ثاكلٍ لَعِبَ الأسى...بفؤاده حتى انطوى مفئودا
تُخفي الشجى جلداً فإنْ غلب الأسى...ضعُفتْ فأبدت شجوَها المكمودا
نادت فقطَّعتِ القلوبَ بشجوها...لكنما انتظم البيانُ فريدا
إنسانَ عيني يا حسينُ أخيَ يا...أملي وعِقْدَ جُمانيَ المنضودا
مالي دعوتُ فلا تُجيبُ ولم تكن...عوَّدْتَني من قبلُ ذاك صدودا