لا تَركننَّ إلى الحياةِ...إن المصيرَ إلى المماتِ
واعمل وكن متزودا...بالباقيات الصالحات
واغنم لنفسك فرصةً...تنجوبها قبلَ الفوات
واذكر ذنوبَك موقِنا...أن لا سبيلَ إلى النجاةِ
إلا بحبِّ بني النبي الـ...ـمصطفى الغرِّ الهداة
جار الزمانُ عليهمُ...ورماهمُ بالفادحات
هذا قضى قتلا وذاك...مغيَّبا خوفَ العِدات
بعض بطيبةَ والغريّ...قضى وبعضٌ بالفرات
ظامٍ تُجرِّعُه العدى...صابَ الردى بالمرهفات
لم أنس إذ ترك الــمدينةَ...خائفا شرَّ الطغاة
ونحا العراقَ بفتية...صِيدٍ ضراغمةٍ حماة
كحبيبِ والليثِ ابنِ عوسجةٍ...حليفِ المكرمات
والقاسمِ بنِ المجتبى...حُلوِ الشمائلِ والصفات
ذاك الذي يومَ الوغى...كأبيه حيدرَ في الثبات
وَرِثَ الإبا والعزَّ من...آبائِه الصيدِ الأباةِ
ولقد بنى يومَ الطفوفِ...على المنيةِ لا الفتاة
حنّائُه دمُ نحرِه...والشمعُ أطرافُ القناة
والبيضُ غنّت للزفاف...بأرؤسِ الصيدِ الكماة
والسمرُ ترقص والهلاهلُ...من صهيلِ الصافنات
لهفي على وجناتِه...بدم الجبينِ مخضبات
جاء الحسينُ به إلى...خيم النساءِ الثاكلات
فخرجن رباتُ الحجالِ...من المضارب باكياتِ
يندبْنه لهفي على...تلك النساءِ النادياتِ