فتى جُمعت فيه شمائلُ أحمدٍ...وبأسُ عليٍ المرتضى وثباتُهُ
فو الله لا أنساه يوم الوغى وقد...حكتْ حملاتِ المرتضى حملاته
تخالُ إذا ما شدَّ ليثا غضنفرا...شديدَ القوى مرهوبةً سطواته
فتى لا يهاب الموتَ في حَومةِ الوغى...فسيانَ فيها موتُه وحياته
فلو شاء أفناهمْ ولكن يكفُّه...ويَثنيه عنهم حلمُه وأناته
يكُرُّ عليهم كرةَ الليثِ والظما...بأحشائِه قد اُوقدت جذواته
وجاء أباه السبطَ يشكو له الظما...وقد خفيت مما به كلماته
فلما رأى ما نابه السبطُ لم تزل...تصعّد من أحشائِه زفراته
فلهفي له ما كان أقصرَ عمرَه...ثمانا وعشرا اُحصيت سنواته
ولهفي له غضُّ الشبيبةِ قد قضى...وعارضُه ما دبَّ فيه نباته
فو الله لا أنسى الحسينَ مذِ انحنى...عليه وسالت بالدما عبراته
وحين رأى ذاك المحَّيا معفرا...بقاني الدما قد ضُرِّجت وجناته
فنادى ودمعُ العين من شدة الجوى...يسُحُّ كما سحّ الحيا قطراته