يومَ ابنِ فاطمَ والرماحُ شوارعٌ...والبيضُ يرشَحُ حدُّها بمنونِ
يَثني مُكردسَها بأروعَ لم تَرُم...يمناه غيرَ السيف والميمون
خنت بصارمه يداه وإنه...بالنفس يوم الموت غير ضنين
وبقى ابنُ أمِّ الموتِ ثمةَ موقِدا...نارَ الوغى فردا بغير مُعين
يسطو فتنثال الجيوشُ كأنما...شاءٌ تنافرُ من ليوثِ عرين
ظامٍ يُروِّي من دماءِ رقابها...في الحرب حدَّ الصارمِ المسنون
حتى إذا سَئِمَ الحياةَ ونابَه...فقدانُ أكرمِ معشرٍ وبنين
وافاه سهمٌ كان مرماه الحشا...فأصاب قبلَ حشاهُ قلبَ الدين
فهوى فضجتْ في ملائِكِها السما...حزنا عليه برنةٍ وحنين
وثوى على المرضاءِ لا بمشيَّع...يوما لحضرته ولا مدفون
الله أكبرُ كيف يبقى في الثرى...ملقى بلا غسلٍ ولا تكفين
وامضُّ داءٍ في الحشا لو لامَسَ...الراهونَ ضعضعَ جانبَ الراهون
سبيُ الفواطمِ حسّراً ووقوفُها...في دار اخبثِ عنصرٍ ملعون
وقفتْ بمرأى من يزيدَ ومسمعٍ...ولهانةً تدعوا بصوت حزين
أحسينُ يا غوثَ الصريخِ وملجأَ...العاني وكنزَ البائسِ المسكين
أحسينُ يا عِزّي يعزُّ عليك أنْ...تَسْوَدَّ من ضربِ السياطِ متوني