سَفَهاً لرأي أميةٍ هلّا دَرَتْ...ماذا أتته من القبيح المنكرِ
ما بالُها خَفَرت ذمامَ نبيِّها...ونبيُّها لذمامِها لم يَخفِر
تبّاً لها قد صدَّعت دينَ الهدى...وإلى القيامة صَدْعُه لم يُجبر
جعلت عزيزَ محمدٍ وحبيبَه...نهبَ المواضي والوشيج السمهري
لهفي لظمآنِ الحُشاشةِ لم يجد...بَلَّ الضما بسوى دماءِ المنحر
أفدي المغسَّلَ من دما أوداجِه...أفدي المكفَّنَ من سوافي العَثْيَرِ
أفدي الذي قد رضضته أميةٌ...بسنابِكِ الجُردِ العِتاقِ الضُمَّر
تالله لولا هديُهُ ورشادُه...لم تَرقَ في الإسلام ذَروةُ مِنبر
ما للسما والأرضِ والأطوادِ لم...تُنسَفْ ولم تُخسفْ ولم تتفطَّر
ما للنجومِ لقتلِ سبطِ محمدٍ...لم تنطمس أبدا ولم تتكدر
ما للشموس لرزئِه ومصابِه...لم تنكسف أَسَفَاً ولم تتكور
أيُّ القلوبِ لهولِ وقعةِ كربلا...بلهيب نيرِانِ الجوى لم تُسجَر
ما إن ذكرتُ مصابكم إلا هَمَتْ...عيني كمنهلِّ الحيا المتحدر
ما ذاك دمعُ المقلتين وإنما...هي مهجتي تجري بقانٍ أحمرِ