خذوا الماءَ من عينَيَّ والنارَ من قلبي...ولا تحملوا للبرق منّا ولا السحبِ
ولا تحسبوا نيرانَ وجديَ تنطفي...بطوفانِ ذاك المدمعِ السافحِ الغربِ
رزاياكمُ يا آلَ بيتِ محمدٍ...أغصّ لذكراهنّ بالمنهل العذبِ
عمىً لعيونٍ لا تفيض دموعُها...عليكم وقد فاضت دماكم على التربِ
وتعسا لقلب لا يمزّقُه الأسى...لحرب بها قد مزّقتكم بنو حربِ
أأنسى وهل يُنسى رزاياكمُ التي...ألبتْ على دين الهداية ذو لبِ
أأنساكم حرّى القلوبِ على الظما...تذادون دون الخمص عن سائغ الشربِ
أأنسى بأطرافِ الرماح رؤوسكم...تطلّع كالأقمار في الأنجم الشهبِ
أأنسى طرادَ الخيلِ فوق جسومِكم...وما وطأتْ من موضع الطعن والضربِ
أأنسى دماءً قد سُفكن وادمعا...سُكبن وأحرارا هُتكن من الحجبِ
أأنسى بيوتا قد نُهبن ونسوةٌ...سُلبن وأكبادا اُذبن من الرعبِ
أأنسى اضطرامَ النار فيه وما بها...سوى صبيةٍ فرّت مذعّرةَ السربِ
فأنتم به للقتلِ والنبلِ والقَنا...ونسوتكم للأسرِ والسبي والسلبِ