لست أنسى الحسينَ روحيْ فداه...وقليلٌ يُفدى بنفسي ومالي
لست أنساه بعد قتلِ أحِبّاه...وقتلِ الفُرسانِ والأبطالِ
قاصدا منهجَ الخيامِ إلى الفسطاطِ...هونا مُوصياً للعيالِ
أجملوا الصبرَ آلَ بيتِ رسولِ اللهِ...فالأجر فيه للإجمالِ
أختُ طفلي الصغيرُ أوصيكِ فيه...دون كلِّ العيالِ والأطفالِ
ناولينيه كي اُزودَّ منه...ناظري بالوَداعِ قبلَ ارتحالي
فأتته به وكان محيَّاه...منيرا يفوق نورَ الهلالِ
فرآه والجسمُ يذوي ذُبولا...وهو ظامٍ ودمعُه في انهمالِ
أين منْ يَرحمُ الصغيرَ ويُطفي...حرَّ صدرٍ ببردِ ماءٍ زُلالِ
طلب الماءَ منهمُ فسقَوهُ...من كؤوسِ المنونِ ماءَ وَبالِ
ورماه رامٍ بسهمٍ مشومٍ...جاء في نحرهِ الفريدِ المثالِ
فملا من دمائِه راحتَيهِ...قائلاً في سبيل رب الجلالِ