مُهَجٌ بنيرانِ الفراقِ تُذابُ...فيجود فيها للجفونِ سُحابُ
أنِخِ الركابَ فإنما هي بقعةٌ...فيها لأحمدَ قد اُنيخَ رِكابُ
واعقِل قَلوصك إنما هو مربع...ضُربتْ لآلِ اللهِ فيه قِبابُ
يا نازلين بكربلا كم مهجةٍ...فيكم بفادحةِ الكروبِ تُصابُ
ما فيكمُ إلا عميدُ سريِّةٍ...في الرَوعِ لا نَكِلٌ ولا هيّابُ
ومعانقٌ سمرَ الرماحِ كأنها...تحت العَجاج كواعبٌ أترابُ
كم موقفٍ لهمُ به فرس الردى...رعبا وضاقت بالكماة رِحابُ
وجثوا لشارعةِ الرماحِ بمعرك...كانت تزول به ربىً وهِضاتُ
عثرت بأشراك المنيةِ منهمُ...شِيبٌ يُزيِّنها النهى وشبابُ
وثووا ثلاثا لا ضريحٌ موسَّدٌ...لهمُ يُشَقُّ ولا يهال ترابُ
وبناتُ وحي اللهِ ما بين العدى...تُطوى بهن فدافدٌ وشعابُ
أسرى تُساقُ على النياق حواسرا...ولهن من حُلَلِ العَفافِ حِجابُ
نهبتْ قفارُ البيدِ ناحلَ جسمِها...بالسير واستَلَب القلوبَ مصابُ
ومروعةٍ تدعو الكفيل ومالها...إلا بقارعةِ السياطِ جوابُ