ولّى الشبابُ وأيامُ الصبا دُرستْ...وشُعلةُ الشيبِ منها مَفرِقي التهبا
والدهرُ شنَّ عليَّ اليومَ غارتَه...كأنما تِرةٌ عندي له طلبا
ولا ملاذَ ولا ملجا ألوذ به...من الزمان إذا طِرفُ الزمانِ كبا
سوى إمامِ الهدى المهدي معتصَمي...وجُنَّةٌ أتقي عني بها النُوبا
مَن يملأُ الأرضَ علا بعد ما ملئت...جورا ويوردُنا تيَّارَه العَذِبا
متى نراه وقد حفَّتْ به زمرٌ...من آلِ هاشمَ والأملاكُ والنقبا
حتى مَ تصبرُ يا غوثَ الأنامِ وقد...أبصرتَ فيئَك في أيدي العدى نَهَبا
يا ثائرا غضّ جفنيه على مضضٍ...هلا أتاك بأخبارِ الطفوف نبا
غداةَ حلَّ أبو السجاد ساحتَها...واُسدَ هاشمَ للهيجا قد انتَدبا
يأبى الدنيةَ سبطُ المصطفى فلذا...عن ذِلّةِ العيش في عز الوغى رغبا
وبعدما لفَّ أولاهم بآخرِهم...وسامَهم فسقاهم اكؤسا عَطَبا
أصابه حجرٌ قد شَجَّ جبهتَه...وشيبُه من مُحيَّاه قد اختَضبا