الدمعُ لا يرقى مدى الأزمانِ...لرزيةِ المذبوحِ والعطشانِ
هذي المدامعُ سيلُها متواصلٌ...من كل قاصٍ في الأنام ودانِ
لهفي على العباسِ وهو مجدَّلٌ...والسبطُ يدعو في رحى الميدانِ
ظهري انحنى من عُظمِ ما قد حلَّ بي...يا أوصلَ الأصحابِ والإخوانِ
ثم انثنى نحوَ الخيامِ مناديا...هذا الوداعُ ولا وداعٌ ثانِ
نادته زينبُ والجَوى بفؤادِها...روحي الفدا يا سيدَ الأكوانِ
أأخيَّ كيف أراك في حرِّ الثرى...داميْ الوريدِ مضرَّجَ الجُثمانِ
يا ويلتا يا حسرتا يا لهفتا...تبدو السبايا من بني عدنانِ
جئنا من الحرم المنيعِ بعزةٍ...وحمايةِ الفرسان والشجعانِ
ثم انثنينا راجعين بلا حمىً...غيرَ اليتامى والأسيرِ العاني
والسبطُ مطروحٌ ثلاثا بالعرى...ملقى بلا غُسلٍ ولا أكفانِ