إنْ كنتَ في سِنَةٍ من غارة الزمنِ...فانظر لنفسك واستيقظْ من الوسنِ
ليس الزمانُ بمأمونٍ على أحدٍ...هيهات أنْ تسكنَ الدنيا إلى سكنِ
لا تُنفقِ النفسَ إلا في بلوغ منىً...فبائعُ النفس فيها غيرُ ذي غَبَنِ
هي الليالي تراها غيرَ خائنةٍ...إلا بكل كريمِ الطبعِ لم يَخُنِ
ألا تذكرتَ أياما بها ضَعَنَتْ...للفاطميينَ إضعاناً عن الوطنِ
أيامُ طلَّ من المختار أيُّ دم...واُدْمِيَت أيُّ عينٍ من أبي حسنِ
أعزِزْ بناصر دين الله منفردا...في مجمع من بني عبّادةِ الوثنِ
يا جيرةَ الغيّ إن أنكرتمُ شرفي...فإن واعيةَ الهيجاءِ تعرفني
لله حمْلتُه لو صادفت فلكا...لخر هيكلُه الأعلى على الذَقَنِ
حتى إذا لم تُصِبْ منه العدى غرضا...رموه بالنبل عن موتورة الضعنِ
فانقضَّ عن مُهره كالشمس عن فَلَكٍ...فغاب صبحُ الهدى في الفاحم الدَجنِ
قل للمقادير قد أبدعتِ حادثةً...غريبةَ الشكل ما كانت ولم تكنِ
أمثل شمرٍ أذل الله جبهتَه...يلقى حسينا بذاك الملتقى الخشنِ
لقد هوت من نِزار كلُ راسيةٍ...كانت لأبنيةِ الأمجادِ كالرُكنِ
لله صخرة وادي الطف ما صدعت...إلا جواهر كانت حلية الزمنِ