يا تربةَ الطفِّ المقدسةِ التي...هالوا على ابنِ محمدٍ بوغاءَها
حيّث ثراكِ فلاطفتْه سحائبٌ...من كوثر الفردوسِ تحمل ماءها
واريتِ روحَ الأنبياء وإنما...ورايتِ من عين الرشاد ضياءها
دفنوا النبوةَ وحيَها وكتابَها...بكِ والإمامةَ حُكمَها وقضاءها
يومٌ به الدنيا أطلَّ بروعةٍ...ملأتْ صُراخا أرضَها وسماءها
فوديعةُ الرحمانِ بين عبادِه...قد أودعتْه أميةٌ رمضاءها
حشدت كتائبَها على ابنِ محمدٍ...بالطف حيث تذكرت آباءها
ما كان أوقحَها صبيحةَ قابلتْ...بالبيض جبهتَه تُريقُ دماءها
من أين تَخجَلُ أوجهٌ أمويةٌ...سكبت بلذات الفجورِ حياءها
قهرت بني الزهراءِ في سلطانِها...واستأصلت بصِفاحِها أمراءها
ضاقت بها الدنيا فحيث توجَّهت...رأتِ الحتوفَ أمامَها ووراءها
لقلوبها امتحن الإلهُ بموقف...مَحَضَتْه فيه صبرها وبلاءها
كانت سواعدُ آلِ بيتِ محمدٍ...وسيوفُ نَجدتِها على مَن ساءها
كَرِهَ الحِمامُ لقائَها في ظَنكِه...لكنْ أحبَّ اللهُ فيه لقاءها
فَثَوَت بأفئدةٍ صَوادٍ لم تجد...رياً يَبُلُّ سوى الردى أحشاءها
تغلي الهواجرُ من هجيرِ غليلِها...إذ كان يُوقِدُ حرُّهُ رمضاءَها
هتك العدوُ على بناتِ محمدٍ...حُجْبَ النبوةٍ خِدْرَها وخِباءَها
فتنازعَتْ أحشاءَها حُرَقُ الجوى...وتجاذَبتْ أيدي العدوِ رِداءَها
عجبا لحكمِ اللهِ وهي بعيِنهِ...برزت تُطيلُ عويلَها وبكاءَها